عَدَلُوا، فمن لَم يَفْعَلْ ذلك منهم، فعليه لعنةُ اللهِ والملائكةِ والنّاسِ أجمعينَ».
قلت: أما سكين فهو مختلف فيه، فقد نقل المزي في " تهذيب الكمال " ٣/ ٢٣١ (٢٤٠٧) عن وكيع أنَّه قال فيه: «وكان ثقة»، وعن يحيى بن معين كذلك، ونقل عن أبي حاتم أنَّه قال فيه:«لا بأس به»، وذكره ابن حبان في " الثقات " ٦/ ٤٣٢. وقال ابن عدي في " الكامل " ٤/ ٥٤٦: «ولسكين غير ما ذكرت، وليس بالكثير، وفيما يرويه بعض النكرة، وأرجو أن بعضها يحمل بعضاً، وأنَّه لا بأس به؛ لأنَّه يروي عن قوم ضعفاء، وليس هم بمعروفين، ولعل البلاء منهم ليس منه».
وهناك من ضعّفه، فقال الآجري في " سؤالاته "(٩٨٩): «وسألت أبا داود عن سكين بن عبد العزيز فضعّفه»، ونقل المزي في " تهذيب الكمال " ٣/ ٢٣١ (٢٤٠٧)، عن النسائي أنَّه قال فيه:«ليس بالقوي»، وقال ابن خزيمة عقب (٢٨٣٢) بتحقيقي: «وروى سكين بن عبد العزيز البصري، وأنا بريء من عهدته وعهدة أبيه»، وذكره الدارقطني في " الضعفاء والمتروكون "(٢٧٧).
ثم إنَّ الحديث عن أبي برزة، لم يروَ إلا بهذا الإسناد، قال البزار عقب (٣٨٥٩): «هذا الحديث لا نعلمه يروى إلا عن أبي برزة بهذا الإسناد، وسكين رجل مشهور من أهل البصرة».
ثم إنَّ الحديث من هذا الوجه أعل بالوقف، قال البخاري في " التاريخ الكبير " ٤/ ١٤٥ (٢٣٢٧): «وروى عوف وغيره عن سيار ولم يرفعوه».
فالظاهر من كلام البخاري ﵀ أنَّه حمل الوهم على سكين، والله أعلم.
وانظر:" تحفة الأشراف" ١/ ٢٣٨ (٢٥٥)، و"المهذب في اختصار السنن الكبير "(٤٧٠٠) و (١٢٨٣٩) و (١٢٨٤٠)، " وأطراف المسند " ١/ ٢٨٦ (٢٠٦) و ٦/ ٧١ (٧٧٧١)، و"إتحاف المهرة" ١/ ٤٣٧ (٣٨٩) … و ٢/ ١٤٤ (١٤١٧).
مثال آخر: روى سليمان - وهو ابن طَرْخان - التيميُّ، عن أبي عثمان، عن معقل بن يسار: أن رسولَ اللهِ ﷺ، قال:«اقرؤوا على موتاكم يس».