للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعض الثقات عن شيخه، دون سائر الرُّوَاة عن ذَلِكَ الشيخ" (١).

وفي هَذَا التعريف بعض القصور يتجلى في إدخال بعض أفراد المُعَرَّف في حقيقة التعريف، إِذْ قَصَرَه عَلَى انفراد الثقة فَقَطْ عن شيخه، وأجاب عَنْهُ بعضهم بأنَّ رِوَايَة غَيْر الثقة كَلَا رِوَايَة (٢).

وعرّف حمزة المليباري التفرد، فَقَالَ: "يراد بالتفرد أن يروي شخص من الرُّوَاة حديثًا دون أن يشاركه الآخرون" (٣).

وهذا التعريف الأخير أعم وأشمل من التعريف الأول، فإنَّه جامع لتفرد الثقة وغيره، وعليه تدل تصرفات نقاد الْمُحَدِّثِينَ وجهابذة الناقلين.

ومن تعبيراتهم الدالة على وقوع التفرد في إحدى طبقات الإسناد قولهم: حَدِيث غريب، أو غريب من حديث فلان، أو تفرّد بِهِ فُلان، أو لا يروى إلا عن فلان، أو هَذَا حَدِيث لا يعرف إلا من هَذَا الوجه، أو لا نعلمه يروى عن فُلَان إلا من حَدِيث فُلَان، أو لا يتابع عليه، وقد يومئون إلى التفرد من بعيد غير مصرّحين به، كقولهم: "لا أعلمه إلا عن فلان" و "وهو بفلان أشبه" ونحوها من التعبيرات (٤).

ولربما كَانَ الحامل للميانشي عَلَى تخصيص التعريف بالثقات دون


= وَقَدْ وقع في بعض مصادر ترجمته (الميانشي)، نسبة إلى (مَيّانِش) قرية من قرى المهدية. انظر: " معجم البلدان " ٨/ ٣٥٢، و" العبر " ٣/ ٨٣، و" نكت الزركشي " ١/ ١٩٠، و"تاج العروس" ١٧/ ٣٩٢. … =
= وفي بعضها (الميانجي) وَهِيَ نسبة إلى (ميانج) موضع بالشام، أو إلى (ميانه) بلد بأذربيجان. انظر: " الأنساب " ٤/ ٣٨١، و" معجم البلدان " ٨/ ٣٥١، و" مراصد الاطلاع " ٣/ ١٣٤١.
وكذا نسبه الحافظ ابن حجر في " النُّزهة ": ٤٩، وتابعه شرّاح النّزهة عَلَى ذَلِكَ. انظر مثلاً: شرح ملا علي القاري: ١٤٢.
(١) " ما لا يسع المحدّث جهله ": ٢٩.
(٢) انظر: " تدريب الراوي " ١/ ٢٤٩.
(٣) " الموازنة بَيْنَ منهج المتقدمين والمتأخرين ": ١٥.
(٤) انظر عَلَى سبيل المثال: " الجامع الكبير " للترمذي عقب (١٤٧٣) و (١٤٨٠) (م) و (١٤٩٣) و (١٤٩٥) و (٢٠٢٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>