عن عائشة، قالت: قال رسول الله ﷺ: «غَيِّروا الشيبَ، ولا تشبهوا باليهودِ والنصارى».
قال الطبراني عقبه:«لم يرو هذا الحديث عن يحيى إلا محمد».
قلت: يحيى بن أبي زكريا الغساني ضعيف كما قال الحافظ ابن حجر في "التقريب "(٧٥٥٠)، وبه تعلم أنَّ قول الحافظ الهيثمي في " مجمع الزوائد " ٥/ ١٦٠ - ١٦١ عن هذا الحديث: «رواه الطبراني في " الأوسط " عن شيخ له اسمه أحمد، ولم أعرفه، والظاهر أنَّه ثقة لأنَّه أكثر عنه، وبقية رجاله ثقات» فيه تساهل، لما علم من حال يحيى المذكور.
وأخرجه: النَّسائي ٨/ ١٣٧ وفي " الكبرى "، له (٩٣٤٤) ط. العلمية و (٩٢٩١) ط. الرسالة، وأبو يعلى (٥٦٧٨)، والخطيب في " تاريخ بغداد " ٤/ ٧٧ وفي ط. الغرب ٥/ ١٢٣ من طريق أحمد بن جناب، قال: حدثنا عيسى ابن يونس، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن ابن عمر به مرفوعاً.
قال الخطيب عقبه:«تفرّد بروايته هكذا عن هشام عيسى بن يونس، ولم نكتبه إلا من حديث أحمد بن جناب عنه».
هذا الاختلاف من هشام بن عروة، فإنَّه اضطرب في هذا الحديث ففي طريق ابن كناسة أثبت أخاه (عثمان بن عروة) أما الروايات المرسلة ففي رواية محمد بن بشر العبدي أثبته، وتارة يسقطه كما في رواية ابن نمير، وجعله تارة من حديث عائشة، ثمَّ جعله من مسند ابن عمر، وعلى ذلك فالمرويُّ عنه أربعة أوجه لا يمكن جمع أحدها مع البقية فيكون الحديث بذلك معلاً باضطراب هشام فيه. ولا سبيل إلى تصحيحه، ولعل هذه العلل هي التي دفعت النَّسائي ﵀ أنْ يقول في " المجتبى " وفي " الكبرى " عقب تخريجه لحديث ابن عمر وحديث الزبير: «وكلاهما غير محفوظ».
على أنَّ الحديث قد روي من غير هذا الوجه.
فأخرجه: ابن سعد في " الطبقات " ١/ ٣٣٨، وأحمد ٢/ ٢٦١ و ٤٩٩، وأبو يعلى (٥٩٧٧)، وابن حبان (٥٤٧٣)، والبغوي (٣١٧٥) من طريق محمد بن عمرو.