للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بهذا الإسناد، ولا أسند الحسن، عن حمران (١)، عن عثمان إلا

هذا الحديث»، وقال العقيلي في "الضعفاء" ١/ ٢٨٧: «عن الحسن،

ولا يتابع على حديثه»، ونقل في ١/ ٢٨٨ عن أحمد بن نصر

الخزاعي، قال: «سألت النضر بن شميل، عن حريث بن السائب، فقال:

بَيّنَ المطيع وبَيّنَ، وقد رُوي عن النبيِّ ، بغير هذا اللفظ، والرواية فيه

أيضاً لينة». وقال الدارقطني في "العلل" ٣/ ٢٩ (٢٦٥): «كذا رواه

حريث بن السائب، عن الحسن، عن حمران، عن عثمان، عن النبي

ووهم فيه، والصواب عن الحسن، عن حمران، عن بعض أهل الكتاب» (٢). وقال ابن الجوزي في "العلل" (١٣٣٤): «وهذا الحديث لا يصح عن

رسول الله ».

قلت: ولعل سبب وهم حريث فيه أنَّه سلك الجادة في رواية هذا

الحديث؛ لأنَّ حمران - وهو مولى عثمان - معروف بالرواية عن عثمان، فحينما أراد حريث التحديث بهذا الحديث ساقه بإسناد معروف يعني: (حمران عن عثمان) فخالف من هو أوثق وأجلّ منه، حيث رواه قتادة (٣)، عن الحسن، عن حمران، عن رجل من أهل الكتاب، وهو الصواب لتكون روايته شاذة لا تقوم بها حجة.

وقد روي هذا الحديث مرسلاً عن الحسن، بطريقين كلاهما ضعيف.

فأخرجه: عبد الله بن أحمد كما في " زوائده على الزهد لأبيه " (٦٤)


(١) تحرف في المطبوع إلى: «عمران».
(٢) في المطبوع: «البيت» وهو لفظ منكر، والمثبت من علل ابن الجوزي، وهو الموافق للفظ الإمام أحمد، والله أعلم.
(٣) ومما يذكر هنا في ضبط قتادة ما قاله عبد الرزاق، عن معمر: «جاء رجل إلى ابن سيرين، فقال: رأيت حمامةً التقمت لؤلؤة، فخرجَتْ منها أعظم مما دخلت. ورأيت حمامة أخرى التقمت لؤلؤة فخرجت أصغر مما دخلت. ورأيت حمامة أخرى التقمت لؤلؤة فخرجت كما دخلت
سواء. فقال له ابن سيرين: أما التي خرجت أعظم مما دخلت فذاك الحَسَن يسمع الحديث فيجوّده بمنطقه ثم يصل فيه من مواعظه، وأما التي خرجت أصغر مما دخلت فذاك محمد بن سيرين يتنقص منه ويشك فيه، وأما التي خرجت كما دخلت فهو قتادة، وهو أحفظ الناس». " تهذيب الكمال " ٦/ ١٠١ (٥٤٣٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>