للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

١٠٥٢١ - حدثنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا ابن وهب (١)، قال: أخبرنا يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، قال: حدثني سعيد ابن المسيب، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، أنهما سمعا أبا هريرة يقول: قال

⦗٣٩٦⦘ رسول الله : "بينا رجل (٢) يسوق بقرة قد حمل عليها، التفتت إليه البقرة، فقالت: إني لم أخلق لهذا؛ ولكني إنما خلقت للحرث"؛ فقال الناس: سبحان الله -تعجبا، وفزعوا-: بقرة تتكلم، فقال رسول الله : "فإني أؤمن به، وأبو بكر، وعمر".

[و] (٣) قال أبو هريرة: قال رسول الله : "بينا راع (٤) في غنمه، عدا عليه الذئب، فأخذ منه شاة، فطلبه الراعي حتى استنقذها منه؛ فالتفت إليه الذئب فقال: من لهما يوم السبع (٥)، يوم ليس

⦗٣٩٧⦘ راعي (٦) لها غيري"؛ فقال (٧) الناس: سبحان الله!، فقال رسول الله : "فإني أؤمن به وأبو بكر، وعمر بن الخطاب" (٨).


(١) ابن وهب هو موضع الالتقاء.
(٢) قال ابن حجر: لم أقف على اسمه. الفتح (٦/ ٥١٨).
(٣) من نسخة (ل).
(٤) قال ابن حجر: لم أقف على اسم هذا الراعي. الفتح (٧/ ٢٧).
(٥) اختلف في ضبط هذه الكلمة، وفي معناها كذلك، قال النووي: روي (السبع) بضم الباء، وإسكانها، قال القاضي: الرواية بالضم، وقال بعض أهل اللغة: هي ساكنة. اهـ.
وقال ابن العربي: هو بالإسكان، والضم تصحيف.
وقال ابن الجوزي: هو بالسكون، والمحدثون يروونه بالضم.
وأما المعنى فقيل: إذا أخذها السبع، لم تقدر على خلاصها منه، فلا يرعاها حينئذ غيري، أي أنك تهرب منه، وأكون أنا قريبا منه، أرعى ما يفضل لي منها.
وقيل: معناه: من لها يوم يطرقها السبع -أي الأسد- فتفر أنت منه، فيأخذ منها حاجته، وأتخلف أنا لا راعي لها حينئذ غيري. =
⦗٣٩٧⦘ = وقيل: إنما يكون ذلك عند الاشتغال بالفتن، فتصير الغنم هملا فتنهبها السباع، فيصير الذئب كالراعي لها؛ لانفراده بها.
وهذه الأقوال على أن المراد بالسبع الحيوان المعروف.
وقيل: السبع -بالضم أيضا- اسم يوم عيد كان لهم في الجاهلية، يشتغلون فيه باللهو واللعب، فيغفل الراعي عن غنمه، فيتمكن الذئب من غنمه.
وقيل: السبع -بسكون الباء- أي يوم الفزع، فبعضهم حمله على الفزع يوم القيامة، لما ورد في بعض طرقه، عن محمد بن عمرو بن علقمة، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة: "يوم القيامة".
وبعضهم حمله على فزع الراعي من السبع.
وقيل: السبع: الإهمال، أي: من لها يوم الإهمال.
وقيل: غير ذلك.
انظر: المجموع المغيث (٢/ ٥٤، ٥٥)، والنهاية (٢/ ٣٣٦)، وشرح النووي (١٥/ ١٥٣)، وفتح الباري (٧/ ٢٧، ٢٨).
(٦) هكذا في الأصل ونسختي (ل)، (ص)، وفي صحيح مسلم: (راع).
(٧) في نسخة (ل): قال.
(٨) أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل أبي بكر الصديق ، (٤/ ١٨٥٧، ١٨٥٨/ حديث رقم ١٣).
وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب =
⦗٣٩٨⦘ = عمر بن الخطاب أبي حفص القرشي العدوي، ، (٧/ ٤٢/ حديث رقم ٣٦٩٠)، وأطرافه في: (٢٣٢٤، ٣٤٧١، ٣٦٦٣).