للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

١٢٩٠٠ - حدثنا إسحاق بن سيار، حدثنا عمرو بن عاصم، حدثنا همام (١)، حدثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، قال: حدثني عبد الرحمن بن أبي عمرة، أنَّ أبا هريرة حدثه، أنَّه سمع النبي يقول: "إنَّ ثلاثة في بني إسرائيل أبرص (٢) وأقرع وأعمى، فأواد الله ﷿ أنْ يبتليهم، (٣) فبعث إليهم ملكا فأتى الأبرع، فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال: لون حسن وجلد حسن، قد قَذَرني الناس، قال: فمسحه فذهب عنه قذره وأعطي لون حسن وجلد حسن، قال: فأي المال أحب إليك؟ قال: الإبل، أو قال: البقر -شكّ! إسحاق بن عبد الله-

⦗٢٨٧⦘

إلا أنَّ الأبرص والأقرع قال أحدهما: الإبل وقال الآخر:- البقر قال: فأعطي ناقة عُشَراء (٤) وقال: فبارك الله ﷿ لك فيها.

قال: فأتى الأقرع، فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال: شَعْر حسن، ويذهب عني هذا الذي قد قذرني الناس، قال: فمسحه، فذهب عنه، قال: وأعطي شعر حسن، قال: فأي المال أحب إليك؟ قال: البقر، فأعطى بقرة حامل، وقال: بارك الله لك فيها.

قال: فأتى الأعمى، فقال: أي شئ أحب إليك؟ قال: يرد الله إلي بصري، فأبصر به الناس، قال: فمسحه فرد الله إليه بصره، قال: فأي المال أحب إليك؟ قال: الغنم، قال: فأعطي شاة، قال: فأنتج هذان، وولد هذا، قال: فكان لهذا واد من الإبل، ولهذا واد من البقر، ولهذا واد من الغنم، ثم أتى الأبرص في صورته وهيئته، فقال: رجل مسكين، قد انقطعت بى الحال (٥) في سفري، فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك، أسألك بالذي أعطاك اللون الحسن، والجلد الحسن والمال، بعيرا أتَبَلَّغ (٦) عليه في سفري، فقال: إنّ الحقوق كثيرة، فقال: كأنى أعرفك، ألم تكن أبرصا يقذرك الناس؟ فقيرا

⦗٢٨٨⦘

فاعطاك الله؟ فقال: لقد ورثت هذا المال كابرا عن كابر، (٧) قال: إن كنت كاذبا، فصيرك الله إلى ما كنت.

قال: وأتى الأقرع في صورته، فقال له مثل ما قال لهذا، ورد عليه مثل ما رد على هذا، فقال: إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت.

قال: ثم أتى الأعمى في صورته وهيئته، فقال: رجل مسكين وابن السبيل، انقطعت بي الحال في سفري، فلا بلاغ اليوم إلا بالله، ثم بك، أسألك بالذي رد عليك بصرك، شاة أتبلغ بها في سفري، فقال: قد كنت أعمى فرد الله إلي بصري، فخذ ما شئت، فوالله لا أجهدك (٨) اليوم شيئا أخذته لله ﷿، فقال: أمسك مالك، فإنما ابتليتم، فقد رضى الله عنك وسخط على صاحبيك ". (٩)


(١) ابن يحيى العوذي، وهو موضع الإلتقاء.
(٢) البرص: بياض يقع في ظاهر الجسد لعلة. (المعجم الوسيط ١/ ٤٩).
(٣) أي يختبرهم. انظر: (شرح صحيح مسلم للنووي ١٨/ ١٣٠).
(٤) الحامل القريبة الولادة انظر: (المصدر السابق).
(٥) كذا في الأصل، في صحيح مسلم "انقطعت بي الحبال" -بالحاء المهمله- أي الأسباب أو الطرق. انظر: (المصدر السابق).
(٦) أي أكتفى به من (البلغه) بمعنى الكفاية. انظر: (تكملة فتح الملهم ٦/ ٣٤٦).
(٧) أي ورثته عن أبائي الذين ورثوه عن أجدادي الذين ورثوه من آبائهم. (انظر المصدرين السابقين).
(٨) أي لا أشق عليك في رد شيء تطلبه مني أو تأخذه … (انظر شرح صحيح مسلم للنووي ١٨/ ١٢٢ فتح الباري ٦/ ٥٨١).
(٩) أخرجه البخاري في صحيحه (الأنبياء باب حديث أبرص وأعمى وأقرع ٦/ ٥٧٨ رقم ٣٤٦٤) من طريق أحمد بن إسحاق عن عمرو بن عاصم به.
ومسلم في صحيحه (الزهد ٤/ ٢٢٧٥ رقم ١٠) من طريق شيبان عن همام به.
فائدة الاستخراج: رواية المصنف من طريق عمرو بن عاصم -ومن هذا الوجه أخرجه البخاري- متابعة لرواية شيبان عن همام.