للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

١٢٩٠٧ - حدثنا محمد بن إسماعيل الصائغ، حدثنا يحيى بن أبي بكير، حدثنا سليمان بن المغيرة (١)، حدثنا حميد بن هلال، عن خالد بن عمير العدوي، قال: شهدت خطبة عتبة بن غزوان (٢): فحمد الله وأثنى

⦗٢٩٣⦘

عليه، ثم قال: أما بعد: أيها الناس فإن الدنيا قد أدبرت بصرم (٣) وولت حذاء (٤) ولم يبق منها إلا صبابة (٥) كصبابة الإناء يتصابّها صاحبها، وأنتم منتقلون منها إلى دار لا زوال لها، فانتقلوا بخير ما بحضرتكم، فإنه قد ذكرك: أنَّ الحجر يلقى من شفير (٦) جهنم فيهوي فيها سبعين عاما لا يدرك لها قعرا، ووالله لتُمْلأن، أفعجبتم؟

ولقد ذكر لنا أنَّ ما بين مصراعين (٧) من مصاريع الجنة مسيرة أربعين سنة، وليأتين عليه يوم وهو كظيظ (٨) من الزحام، ولقد رأيتني

⦗٢٩٤⦘

سابع سبعة مع رسول الله ما لنا طعام إلا ورق الشجر حتى قرحت أشداقنا (٩)، فالتقطت بردة، فشققتها بيني وبين سعد بن مالك (١٠)، فاتزرت بنصفها واتزر سعد بنصفها، فما أصبح اليوم منا أحد إلا أصبح أميرا على مصر من الأمصار، وإني أعوذ بالله أن أكون في نفسى عظيما وعند الله صغيرا، وإنها لم تكن نبوة قط إلا تناسخت (١١)، حتى يكون آخر عاقبتها ملكا، وستبلون أو ستجربون الأمراء بعدنا. (١٢)


(١) موضع الالتقاء هو سليمان بن المغيرة.
(٢) بفتح المعجمة وسكون الزاي ابن جابر بن وهب المازني حليف بني عبد شهس، من السابقين الأولين وهاجر إلى الحبشة، وشهد بدرًا، وولاه عمر في الفتوح فاختط البصرة (الإصابة ٤/ ٤٣٨) -[الخطة هى الأرض التي يختطها الرجل لنفسه وهو أن يعلم عليها علامة بالخط =

⦗٢٩٣⦘
= ليعلم أنه قد احتازها ليبنيها دارًا (مختار الصحاح ص ١٨١)]-.
قال الذهبي : هو الذي اختط البصرة وأنشأها، وكانت قبل لم يبن بها دارًا، وقيل كانت البصرة تسمى أرض الهند، فأول ما نزلها عتبة، وكان في ثمان مئة، وسميت البصرة بحجارة سود كانت هناك (البصرة: هي الأرض الغليظة وحجارة رخوة فيها بياض، القاموس ص ٤٤٨) فلما كثروا بنوا سبع دساكر من لبن - (الدسكرة: هي القرية، أو البناء كالقصر حوله بيوت، (القاموس صـ ٥٠١) - ا. هـ (سير أعلام النبلاء ١/ ٣٠٥)، وانظر تاريخ بغداد (١/ ١٥٥)، تهذيب الكمال (١٩/ ٣١٧)، التقريب (ص ٣٨١).
(٣) االصرم -بالضم- الانقطاع والذهاب. (شرح صحيح مسلم للنووي ١٨/ ١٣٥).
(٤) أي مسرعة الانقطاع (شرح صحيح مسلم للنووي ١٨/ ١٣٥).
(٥) بضم الصاد وهو البقية اليسيرة من الشراب تبقى في أسفل الإناء. (المصدر السابق).
(٦) أي جانبها وحرفها انظر: (النهاية ٢/ ٤٨٥).
(٧) المصرعان من الأبواب: بابان منصوبان ينضمان جميعًا مدخلهما في الوسط منها انظر: (القاموس صـ ٩٥٢).
(٨) أي ممتلئ. انظر: (شرح صحيح مسلم للنووي ١٨/ ١٣٥).
(٩) أي صار فيها قروح وجراح من خشونة الورق، الذي نأكله وحرارته (المصدر السابق).
(١٠) هو سعد بن أبي وقاص. انظر: (المصدر السابق).
(١١) أي تحولت من حال إلى حال يعني أمر الأمة وتغاير أحولها. انظر: (النهاية ٥/ ٤٧).
(١٢) أخرجه مسلم في صحيحه (الزهد ٤/ ٢٢٧٨ رقم ١٤) من طريق شيبان بن فروخ عن سليمان بن المغيرة به.