غير أنهم يحبطون الإيمان بالكبيرة، ويكفرون صاحبها -كما فعلت الخوارج- أو ينزلونه في منزلة بين المنزلتين -كما صنعت المعتزلة- مع اتفاق الفريقين على خلود صاحبها في النار.
وهناك المرجئة على اختلاف طوائفها التي اتفقت على إخراج الأعمال من مسمى الإيمان.
٦ - والأشاعرة والماتريدية يقولون: الإيمان هو التصديق (١).
وسنعرض أثناء دراسة مسائل الكتاب -إن شاء الله- لآراء هذه الفرق بالتفصيل ومآخذها، ليظهر لنا جليًا أن مذهب السلف الذي عليه أهل السنّة والجماعة هو المذهب الحق لا ريب فيه، وأن ما سواه هو الباطل الذي لا شك في بطلانه.
وأننا ما إن نقوم ببيان مذهب السلف وإظهاره حتى تتهاوى المذاهب الأخرى، فإذا هي زاهقة، قال تعالى: {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ (١٨)} [الأنبياء: ١٨].
(١) الإيمان لأبي عبيد (٥٣)، الإيمان لابن منده (١/ ٣٣١)، التبصير في معالم الدين لأبي جعفر الطبري (١٨٨/ ١٨٩)، الانتصار في الرد على المعتزلة الأشرار للعمراني (٣/ ٧٣٦)، شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز (٢/ ٤٥٩)، شرح الأصول الخمسة للقاضي عبد الجبار المعتزلي (٧٠٨ - ٧٠٩)، شرح العقائد النسفية (١٥٦)، فتح الباري (١/ ٤٦)، لوامع الأنوار (١/ ٤٠٥).