للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[[امتناع وجود الإيمان التام في القلب بلا ظاهر]]

[و] (١) بهذا وغيره تبين (٢) فساد قول جهم والصالحي ومن اتبعهما في الإيمان كالأشعري في أشهر قوليه وأكثر أصحابه وطائفة من متأخري أصحاب أبي حنيفة كالماتريدي (٣) ونحوه، حيت جعلوه مجرد تصديق في القلب تساوى (٤) فيه العباد، وأنه إما أن بعدم، وإما أن يوجد لا يتبعض، وأنه يمكن وجود الإيمان تامًا في القلب مع وجود التكلم بالكفر والسب لله ورسوله طوعًا من غير إكراه، وأن ما علم من الأقوال الظاهرة أن صاحبه كافر، فلأن ذلك مستلزم عدم ذلك التصديق الذي في القلب (٥)، وأن الأعمال الصالحة الظاهرة ليست لازمة للإيمان الباطن (٦) في القلب، بل يوجد إيمان القلب تامًا بدونها، فإن هذا القول فيه خطأ من وجوه:

[[أخطاء الجهمية والمرجئة في الإيمان]]

(أحدها): أنهم أخرجوا ما في القلب (٧) من حب الله وخشيته ونحو ذلك أن يكون من نفس الإيمان.

(وثانيها): جعلوا ما علم أن صاحبه كافر -مثل إبيس وفرعون واليهود وأبي طالب و [غيرهم] (٨) - أنه إنما كان كافرًا لأن ذلك مستلزم لعدم تصديقه في الباطن، وهذا مكابرة للعقل والحس، ولذلك جعلوا من يبغض الرسول ويحسده لكراهة دينه [مستلزمًا] (٩) لعدم العلم بأنه صادق ونحو ذلك.


(١) الواو ليست في نسخة الأصل، وهي في (م) و (ط).
(٢) في (ط): "يتبين".
(٣) سبق الحديث عن مذاهب هؤلاء والتعريف بهم.
(٤) في (ط): "يتساوى".
(٥) بعد كلمة القلب، وردت كلمة الأفعال في نسخة الأصل و (م)، وفي (ط): في الأفعال، وكتب في الهامش: بياض في الأصل، وقد رأيت حذف هذه الكلمة، لأن المعنى مكتمل بغيرها، ووجودها في متن العبارة مشْكِل، وقد تكون العبارة هكذا: فكذلك الأفعال، لأن المؤلف رحمه الله تعالى قدم الحديث عن الأقوال الظاهرة التي يعلم بكفر صاحبها، وأن التلفظ بها مستلزم لعدم إيمان القلب، فكذلك الأفعال، والله أعلم بالصواب.
(٦) في (ط): كلمة "الذى" بعد كلمة الباطن.
(٧) في (ط): "القلوب".
(٨) فى نسخة الأصل: غيره، وأثبتنا ما في (م) و (ط) لأنه أقرب إلى الصواب.
(٩) في نسخة الأصل و (م): مستلزم، وهو خطأ، وأثبتنا ما في (ط).

<<  <   >  >>