للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لحم جمل غث (١) على رأس جبل وعر، لا سهل فيرتقى، ولا سمين فينتقل، فإن كلامهم في "واجب الوجود" ما بين حق قليل، وباطل فاسد كثير.

[[معنى الملائكة عند الفلاسفة]]

وكذلك كلامهم (٢) في "العقول" و"النفوس" (٣) التي تزعم أتباعهم من أهل الملل أنها الملائكة التي أخبرت بها الرسل (٤)، وليس الأمر كذلك، بل زعمهم أن هؤلاء هم الملائكة من جنس زعمهم أن "واجب الوجود" هو الوجود المطلق بشرط الإطلاق، مع اعترافهم بأن المطلق بشرط الإطلاق لا يكون إلا في الأذهان (٥).

وكذلك كلامهم في "العقول" و "النفوس" يعود على (٦) التحقيق إلى أمور مقدرة في الأذهان، لا حقيقة لها في الأعيان، ثم فيه من الشرك بالله، وإثبات رب مبدع لجميع العالم سواه -لكنه معلول له- وإثبات رب مبدع لكل ما تحت فلك القمر هو معلول لرب (٧) فوقه، و (٨) ذلك الرب معلول لرب فوقه ما هو أقبح من كلام النصارى في قولهم: إن المسيح ابن (٩) الله


(١) الغث هو: المهزول، القاموس المحيط (٢٢١)، وقال في الصحاح: "غثت الشاة هزلت فهي غثة، وغث اللحم. . فهو غث وعثيت إذا كان مهزولًا" (١/ ٢٢٨).
(٢) كلمة "كلامهم" ليست في (م) و (ط).
(٣) العقول والنفوس: من مصطلحات الفلاسفة الفاسدة، حيث يقسمون الموجودات إلى ما هي في محال كالأعراض والصور، وإلى ما ليست في محال، وهذه قسمان: إلى ما هي في محال لغيرها كالأجسام، وإلى ما ليست بمحال كالموجودات التي هي جواهر قائمة بنفسها، وهي تنقسم بدورها إلى ما يؤثر في الأجسام وتسمى نفوسًا، وإلى ما لا يؤثر في الأجسام بل في النفوس، وتسمى عقولًا مجردة. انظر: تهافت الفلاسفة للغزالي (١٤٤).
(٤) يقول الغزالي في "تهافت الفلاسفة" (٢٩٢): "وقد زعموا (أي الفلاسفة) أن الملائكة السماوية هي نفوس السماوات، وأن الملائكة الكروبيين المقربين هي العقول المجردة".
(٥) انظر: مقاصد الفلاسفة للغزالي (١٧٤)، الملل والنحل (٢/ ٤١٠).
(٦) في (م) و (ط): "عند".
(٧) في (ط): "الرب".
(٨) الواو ليست في (ط).
(٩) في (ط): "بن الله".

<<  <   >  >>