للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهو يعود عند التحقيق (١) إلى قول الدهرية الطبيعيين.

[[تنازع ابن عربي والسهروردي في التجلي]]

وقد حدثونا أن ابن عربي تنازع هو والشيخ أبو حفص السهروردي (٢) هل يمكن كل (٣) وقت تجلي الحق لعبد مخاطبته (٤) له أم لا؟ .

فقال الشيخ أبو حفص السهروردي: نعم يمكن ذلك.

فقال ابن عربي: لا يمكن ذلك، وأظن الكلام كان في غيبة كل منهما عن صاحبه، فقيل لابن عربي إن السهروردي يقول: كذا وكذا، فقال: مسكين! ! نحن تكلمنا في مشاهدة الذات، وهو يتكلم في مشاهدة الصفات.

وكان كثير من أهل التصوف والسلوك والطالبين لطريق التحقيق والعرفان -مع أنهم يظنون أنهم متابعون للرسول، وأنهم منفون (٥) للبدع


= (الثاني): الدهرية الإلهية، وهم الذين يقولون بقدم العالم، ومن ذلك يثبتون له مبدعًا واجبًا بنفسه أبدعه، أي يثبتون واجب الوجود، على رأس هؤلاء يأتي أرسطو والفارابي وابن سينا، وذكر المصنف في موضع آخر أنهم يسمون أنفسهم بالفلاسفة الإلهيين، وأنهم يتصدون للرد على الفلاسفة الطبيعيين، ولكن ردودهم في الغالب واهية، لأنها عن أنوار الوحي معزولة، درء التعارض (٥/ ٩)، (٦/ ١٩٠)، (٧/ ٧٢، ١٧٥، ٣٨٤)، (٩/ ٢٥٥، ٢٥٦).
(١) في (ط): "التحقق".
(٢) هو أبو حفص عمر بن محمد بن عبد الله بن محمد القرشي التيمي البكري السهروردي الصوفي البغدادي -من ذرية الصديق- رضي الله عنه وأرضاه- نعته الذهبي بقوله: الإمام العالم القدوة الزاهد العارف المحدث شيخ الإسلام أوحد الصوفية، صاحب عوارف المعارف -من مصادر الصوفية- كان كثير الصدقة والإنفاق على الفقراء، وصحب الشيخ عبد القادر قليلًا، وأملى في آخر حياته كتابًا في الرد على الفلاسفة، وكان مجلس وعظه عظيمًا، ويتوب على يديه خلق كثير، مات سنة ٦٣٠ هـ، وقيل سنة ٦٣٢ هـ، ورجح سبط ابن الجوزي وابن كثير الأول، والذهبي الثاني، مرآة الزمان (٨/ ٦٧٩)، سير أعلام النبلاء (٢٢/ ٣٧٣) العبر (٥/ ١٢٩)، وفيات الأعيان (٣/ ٤٤٦)، البداية والنهاية (١٣/ ١٤٩)، طبقات الشافعية للسبكي (٥/ ١٤٣)، شذرات الذهب (٧/ ٢٦٨).
(٣) كلمة (كل) ليست في (م) و (ط).
(٤) في (ط): "مخاطبة".
(٥) في (م) و (ط). "متقون".

<<  <   >  >>