للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

صفحات، والاستطراد عن "الظلم وأنواعه" الذي بلغ أكثر من عشر صفحات.

أما الاستطرادات الواقعة في كتاب "شرح حديث جبريل"، فمنها ما وقع في معرض رده على الفلاسفة وغلاة المتصوفة، وهو استطراد كبير، لا سيما إذا قورن بحجم الكتاب، حيث بلغ أكثر من عشر صفحات.

على أنَّ لشيخ الإسلام رحمه الله تعالى من وراء هذه الاستطرادات النافعة أهدافاً يريد الوصول إليها، وهي ما عبر عنه في كتاب "شرح حديث جبريل" بقوله: "ولكن المقصود التنبيه على تشابه رؤوس الضلال، حتى إذا فهم المؤمن قول أحدهم أعانه على فهم قول الآخر، واحترز منهم وبيّن ضلالهم، لكثرة ما أوقعوا في الوجود من الضلالات" (١).

وهذه ميزة لكتاب "شرح حديث جبريل" حيث نبه المؤلف -رحمه الله- على الأسباب التي تدعوه في كثير من الأحيان أن يستطرد، وأن غالب استطرادات شيخ الإسلام -إنَّ لم تكن كلها- كانت بقصد بيّنه -رحمه الله- في ذلك الكتاب، وقمنا بإبراز هذه القضية والتعليق عليها أثناء التحقيق.

وهذا منهج عظيم في البحث والتقصي، يعتمد على أساليب التمثيل والمقارنة بين عقائد الفرق والطوائف المنحرفة، وينتفع به العالم والمتعلم على حد سواء.

ولم يكد يظفر بهذا المنهج سوى أفراد قلائل، أوتوا حظاً عظيماً من العلم والمعرفة والتحقيق -كشيخ الإسلام رحمه الله- الذي يعد بحق فارس هذا الميدان.

خامساً: ورود بعض المصطلحات في كتاب دون الآخر:

ولو نظرنا إلى المصطلحات الواردة في الكتابين، لرأينا أنَّ المؤلف -رحمه الله- قد تناول منها جملة لا بأس بها في كل منهما.


(١) كتاب شرح حديث جبريل (٥١٤).

<<  <   >  >>