للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والتصديق به، وقوة الحب [للملائم والبغض للمنافي] (١) والحركة عن الحس، بالخوف والرجاء والموالاة والمعاداة، وإدراك الملائم، يوجب اللذة والفرح والسرور، وإدراك المنافي يوجب الألم والغم.

وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، ويمجسانه كما تنتج البهيمة [بهيمة] (٢) جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء؟ " (٣).

فالقلوب مفطورة على الإقرار بالله تصديقًا به، ودينًا له، لكن يعرض لها ما يفسدها، ومعرفة الحق تقتضي محبته، ومعرفة الباطل تقتضي بغضه، لما في الفطرة من حب الحق، وبغض الباطل، لكن قد يعرض لها ما يفسدها إما من الشبهات التي تصدها عن التصديق بالحق، وإما من الشهوات التي تصدها عن اتباعه، ولهذا أمرنا الله أن نقول في الصلاة: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (٦) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (٧)} [الفاتحة: ٦، ٧].

[[اليهود مغضوب عليهم والنصارى ضالون، وسبب ذلك]]

[و] (٤) قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "اليهود مغضوب عليهم، والنصارى ضالون" (٥). لأن اليهود يعرفون الحق كما يعرفون أبناءهم، ولا يتبعونه لما


(١) في نسخة الأصل: قوة الحب الملائم والمنافي، وفي (م): قوة الحب الملائم وبغض المنافي، وأثبتنا ما في (ط) لأنها أقرب إلى الصواب.
(٢) هذه الزيادة من (ط)، وهي الموافقة لروايات الحديث.
(٣) تقدم تخريج هذا الحديث ص ٣٩٠.
(٤) حرف الواو ليس في نسخة الأصل، وهو في (م) و (ط).
(٥) رواه أبو داود الطيالسي (١٤٠)، وسعيد بن منصور في، سننه برقم (١٧٩) ٢/ ٥٣٧، عن اسماعيل بن أبي خالد مرسلًا، وقال محققه الدكتور سعد بن عبد الله آل حميد: سنده ضعيف لإرساله. . . لكن للحديث شواهد، ومعناه صحيح، وعليه اتفق المفسرون، وقد استقصى محقق الكتاب طرق الحديث وتكلم عليها بما فيه الكفاية، ورواه الترمذي برقم (٢٩٥٤) كتاب تفسير القرآن الكريم، ولفظه: (اليهود مغضوب عليهم، والنصارى ضلال) وقال: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلَّا من حديث سماك بن حرب، ورواه أحمد برقم (١٨٨٩١)، والطبراني في الكبير (١٧/ ٩٨)، وابن حبان في صحيحه برقم (٢٦٤٦) ١٤/ ١٣٩، وقال محققه الشيخ =

<<  <   >  >>