قلت: وكل هذه النصوص تؤكد ما ذكره المصنف عن ابن عربي أنه يرى أن الولي أفضل من النبي، وأنه يرى نفسه خاتم الأولياء -الذي هو بزعمه أفضل من خاتم الأنبياء- لتعليلات فاسدة منها: أن النبوة تنقطع والولاية لا تنقطع، والولي يأخذ عن الله بلا واسطة، والنبي يأخذ بواسطة الملك، بل الأنبياء لا يأخذون علمهم إلا من مشكاة خاتم الأولياء. وقد قام المصنف رحمه الله في الرسالة التي تسمى "حقيقة مذهب الاتحاديين أو وحدة الوجود" الموجودة ضمن مجموع الفتاوى (٢/ ٢٠٧) بنقل نصوص كثيرة من كتب ابن عربي، من كتابه "فصوص الحكم" و"الفتوحات المكية" وغيرها، وانظر أيضًا مجموع الفتاوى (٢/ ٢٢٨)، (٥/ ٣٥٥). ويؤيد الدكتور عبد القادر محمود ما ذهب إليه المصنف في مذهب ابن عربي في الولاية والنبوة في كتاب "الفلسفة الصوفية في الإسلام" (٥١٤)، (٦٣٢). (١) هو أبو نصر محمد بن محمد بن طرخان التركي الفارابي -نسبة إلى فاراب إحدى المدن بأطراف فارس- أحد الفلاسفة الكبار، له مصنفات مشهورة، من ابتغى الهدى منها ضل وحاد -كما قال الذهبي- ومن مصنفاته تخرج ابن سينا -كما قال ابن خلكان- وقد حكم بكفره الغزالي أيضًا مع ابن سينا، وكان من أعلم الناس بالموسيقى، ويقول بالمعاد الروحاني لا الجثماني، اتصل بسيف الدولة الحمداني -الشيعي- فأعجب به وأكرمه، له نحو مئة مصنف منها: آراء المدينة الفاضلة، الموسيقى الكبير، النواميس، وغيرها، ومات بدمشق سنة ٣٣٩ هـ، وفيات الأعيان (٥/ ١٥٣) سير أعلام النبلاء (١٥/ ٤١٦)، العبر (٢/ ٢٥٧)، البداية والنهاية (١١/ ٢٣٨)، شذرات الذهب (٤/ ٢٠٩). ولمعرفة مذهب الفارابي في النبوة انظر: آراء المدينة الفاضلة (٢١)، (١١٤). (٢) جاء في نسخة الأصل: "ماتك"، وهر خطأ، وما بين المعكوفتين من (م) و (ط). ومبشر بن فاتك هو أبو الوفاء مبشر بن فاتك الملقب بالأمير، فيلسوف اشتغل =