للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فأما سؤال الصحابة رضوان الله عليهم للنبي - صلى الله عليه وسلم - في حياته، فيضرب له المصنف مثالًا بقصة ذي النورين عثمان بن عفان - رضي الله عنه -، حين سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن أجرة الكيل، هل هي على البائع أو على المشتري؟ (١).

وأما سؤالهم رضوان الله عليهم لبعضهم عن سنته وهديه بعد موته، فيستشهد المصنف بقصة البراء بن عازب وزيد بن أرقم في الصرف (٢).

[أكل الحلال من الإحسان]

بذكر المصنف في هذا المقام الحديث العظيم الذي رواه البخاري في صحيحه، وبوَّب به له بابًا قال فيه: باب من لم يبال من أين يكسب المال، عن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة يرفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -: "يأتي على الناس زمان لا يبالي المرء من أين أخذ المال، من حرام، أم من حلال" (٣).

وإن المتأمل اليوم ليجد أن هذا الحديث الريف من أمارات نبوته - صلى الله عليه وسلم -، حين يرى تكالب الناس والشركات على تحصيل الربح وأخذ المال من أي طريق كان، وإن آخر شيء يفكر فيه هؤلاء القوم هو أحلال ما صنعوه أو حرام! ! .

[الورع واتقاء الشبهات من الإحسان]

ويدل المصنف لذلك بحديثين صحيحين هما:

الحديث الأول: حديث النعمان بن بشير يرفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -: "الحلال بين، والحرام بين، وبينهما أمور مشتبهة، فمن ترك ما اشتبه عليه من الإثم كان لما استبان أترك، ومن اجترأ على ما يشك فيه من الإثم، أوشك أن بواقع ما استبان، والمعاصي حمى الله، من يرتع حول الحمى يوشك أن يواقعه".

والحديث الثاني: عن عقبة بن الحارث: "أن امرأة دخلت عليه،


(١) المصدر السابق (٦٤١).
(٢) المصدر السابق (٦٤٣).
(٣) المصدر السابق (٦٤٢).

<<  <   >  >>