للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال: فمن الرجال؟ قال: "أبوها" (١).

وقال للأنصار (٢): "والله إني لأحبكم" (٣).

[[تفاضل الناس في حب الله]]

والناس في حب الله يتفاضلون (٤) ما بين أفضل الخلق محمد وإبراهم صلى الله عليهما وسلم إلى أدنى الناس درجة، مثل من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان، وما بين هذين الحدين من الدرجات لا يحصيه إلا الله (٥) رب الأرض والسماوات، فإنه ليس في أجناس المخلوقات ما يتفاضل بعضه على بعض كبني آدم، فإن الفرس الواحدة ما تبلغ أن تساوي ألف ألف.

وقد ثبت في الصحيحين من حديث أبي ذر - رضي الله عنه -: أنه كان جالسًا عند النبي - صلى الله عليه وسلم -، إذ مر به رجل من أشراف الناس، فقال: "يا أبا ذر أتعرف هذا؟ "، قلت: نعم يا رسول الله، هذا حري إن خطب أن ينكح، وإن قال يستمع (٦) لقوله، وإن غاب أن يسأل عنه، ثم مر رجل من ضعفاء المسلمين فقال: "يا أبا ذر أتعرف هذا؟ "، قلت: نعم يا رسول الله، هذا رجل من ضعفاء الناس، هذا حري إن خطب أن لا ينكح، وإن قال أن لا يستمع (٧) لقوله، وإن غاب لا يسأل عنه، فقال:


(١) رواه البخاري برقم (٣٦٦٢) كتاب المناقب باب فضل أبي بكر بعد النبي - صلى الله عليه وسلم -، ومسلم برقم (٢٣٨٤) كتاب فضائل الصحابة باب من فضائل أبي بكر الصديق - رضي الله عنه -، والترمذي برقم (٣٨٨٥) كتاب المناقب، وابن ماجه برقم (١٠١) المقدمة، وأحمد برقم (١٧٣٥٥).
(٢) كلمة "للأنصار" ليست في (م) و (ط).
(٣) رواه بهذا اللفظ الإمام أحمد في المسند برقم (١٢١١٣)، ورواه البخاري برقم (٣٧٨٥) كتاب المناقب باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - للأنصار: أنتم أحب الناس إلي، ومسلم برقم (٢٥٠٨) ٤/ ١٩٤٨ كتاب فضائل الصحابة باب من فضائل الأنصار رضي الله تعالى عنهم، ولفظهما: اللهم أنتم من أحب الناس إلي، قالها مرتين، وفي رواية ثلاثًا، والروايتان كلتاهما في الصحيحين.
(٤) في (م) و (ط): "يتفاوتون".
(٥) لفظ الجلالة ليس في (م) (ط).
(٦) في (م) و (ط): "يسمع".
(٧) في (ط): يسمع، ومما ينبه إليه أن الروايات في صحيح البخاري جاءت باللفظين: يستمع، ويسمع، ولكننا أثبتنا ما ورد في نسخة الأصل.

<<  <   >  >>