للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيهم من الكبر والحسد، الَّذي يوجب بغض الحق ومعاداته، والنصارى لهم عبادة، وفي قلوبهم رأفة ورحمة ورهبانية ابتدعوها، لكن بلا علم، فهم ضلال، هؤلاء لهم معرفة بلا قصد صحيح، وهؤلاء لهم قصد في الخير بلا معرفة به، وينضم إلي ذلك، الظن واتباع الهوى، فلا يبقى في الحقيقة لهم (١) معرفة نافعة، ولا قضد نافع، بل يكونون (٢) كما قال تعالى عن مشركي أهل الكتاب (٣): {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا في أَصْحَابِ السَّعِيرِ (١٠)} [الملك: ١٠].

وقال تعالى: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (١٧٩)} [الأعراف: ١٧٩].

[[أصل الإيمان هو قول القلب وعمل القلب]]

فالإيمان الَّذي (٤) في القلب، لا يكون إيمانًا بمجرد ظن (٥) تصديق ليس معه عمل القلب [و] (٦) موجبه من محبة الله ورسوله ونحو ذلك، كما


= شعيب الأرناؤوط: حديث حسن لغيره، والبيهقي في سننه (٦/ ٣٣٦)، والهيثمي في مجمع الزوائد (٥/ ٣٣٥)، وقال بعد أن عزاه إلى المسند: رجاله رجال الصحيح، غير عباد بن حبيش وهو ثقة، وأورده الشيخ الألباني في صحيح الترمذي، وذكر الحافظ في الفتح أن ابن مردويه رواه عن أبي ذر بسند حسن (٨/ حديث عبد الله بن شقيق عن رجل من بني القين سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن المغضوب عليهم وعن الضالين، فالحديث ثابت إن شاء الله.
يقول الإمام القرطبي في تفسيرة سورة الفاتحة عند قوله تعالى: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} بأنهم اليهود والنصاري: وشهد لهذا التفسير أيضًا قوله سبحانه في اليهود: {وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ} [آل عمران: ١١٢]، وقال: {وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ} [الفتح: ٦]، وقال في النصاري: {قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ (٧٧)} [المائدة: ٧٧] ١/ ١٤٦.
(١) كلمة لهم ليست في (م) و (ط).
(٢) في (ط): يكون.
(٣) لم يتبين لي وجه حصر المؤلف الكلام عن مشركي أهل الكتاب خاصة دون غيرهم من الكفار، ومن المحتمل أن تكون العبارة: المشركين وأهل الكتاب، والله أعلم بالصواب.
(٤) كلمة "الَّذي" ليست في (ط).
(٥) كلمة "ظن" ليست في (م) و (ط).
(٦) الواو ليست في نسخة الأصل، و (م) وهي في (ط).

<<  <   >  >>