للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[[القلب هو الأصل والبدن هو الفرع]]

الأقوال والأعمال هو موجب ما في القلوب (١) ولازمه، ودليله ومعلوله، كما أن ما يقوم بالبدن من الأقوال والأعمال له أيضًا تأثير فيما في القلب، فكل منهما يؤثر في الآخر، لكن القلب هو الأصل والبدن فرع له، والفرع يستمد من أصله، والأصل يثبت ويقوى بفرعه، كما في الشجرة التي يضرب المثل لكلمة الإيمان بها (٢).

قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (٢٤) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا} (٣) [إبراهم: ٢٤، ٢٥]، وهو (٤) كلمة التوحيد، فالشجرة كلما قوي أصلها وعروقها (٥) وروي، قويت فروعها، وفروعها أيضًا إذا اغتذت بالمطر والريح أثر ذلك في أصلها.

وكذا (٦) الإيمان في القلب، والإسلام علانية، ولما كانت الأقوال والأعمال الظاهرة لازمة ومستلزمة للأقوال والأعمال الباطة، كان يستدل بها عليها، كما في قوله تعالى: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ} [المجادلة: ٢٢]، فأخبر أن من كان مؤمنًا بالله واليوم الآخر لا يوجدون موادين لأعداء الله ورسوله؛ بل نفس الإيماد ينافي موادتهم (٧)، فإذا حصلت الموادة دل ذلك على خلل الإيمان.


= أمامها: لعله "فما"، وهو موافق لما في (ط) وهو الَّذي أثبته حتى تستقيم العبارة.
(١) في (ط): "القلب".
(٢) العبارة في (ط) كالتالي: "التي يضرب بها المثل لكلمة الإيمان".
(٣) وقع في الآية الكريمة خطأ في جميع النسخ، ففي نسخة الأصل و (م) جاءت الآية هكذا: {مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً. . . .} وفي (ط): {وضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا. . .}.
(٤) في (ط): وهي، حيث يعود الضمير على الشجرة، وأما ما أثبتناه فيعود الضمير على الأصل الَّذي يقوى بفرعه والعكس.
(٥) في (م) و (ط): "وعرق".
(٦) في (م) و (ط). "وكذلك".
(٧) في (ط): "مودتهم".

<<  <   >  >>