للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كافرين يقولون: بالكوكب با لكوكب" (١). ونظائر هذا موجودة في الأحاديث.

وقال ابن عباس وغير واحد من السلف، في قوله تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [المائدة: ٤٤]، {فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [المائدة: ٤٥] {فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [المائدة: ٤٧]، كفر دون كفر، وظلم دون ظلم، وفسق دون فسق (٢). وقد ذكر ذلك أحمد والبخاري وغيرهما (٣).

الأصل الثاني:

[[قد تتلازم شعب الإيمان عند القوة، ولا تتلازم عند الضعف]]

أن شعب الإيمان قد تتلازم عند القوة، ولا تتلازم عند الضعف، فإذا قوي ما في القلب من التصديق والمعرفة والمحبة لله ورسوله، أوجب بغض أعداء الله، كما قال تعالى: {وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ} [المائدة: ٨١].


(١) هذه رواية المسند رواها أحمد برقم (٨٥٢٢)، والنسائي برقم (١٥٢٤) كتاب الأشقاء، ورواه مسلم برقم (٧٢) ١/ ٨٤ كتاب الإيمان باب بيان كفر من قال: مطرنا بالنوء، وفيه: (يقولون الكواكب وبالكواكب) وهذه الرواية موافقة لما في (ط)، وأما نسخة الأصل و (م) ففيها لفظ الكوكب بالإفراد وهي موافقة لرواية النسائي وأحمد. وكذلك جاءت رواية عبد مسلم بالإفراد بعد الرواية السابقة التي ذكرناها.
(٢) في (م) و (ط): "فأولئك هم الفاسقون، فأولئك هم الظالمون؛ كفر دون كفر، وفسق دون فسق، وظلم دون ظلم"، وهو مخالف لنسخة الأصل، ومخالف كذلك لترتيها في السورة الكريمة.
(٣) روى الحاكم بسنده عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: "إنه ليس بالكفر الَّذي يذهبون إليه، إنه ليس كفرًا ينقل عن الملة، {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} كفر دون كفر" وقال عنه: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه" ووافقه الذهبي. وذكر الحافظ ابن حجر -رحمه الله- أن الإمام أحمد قد روى هذا الأثر (كفر دون كفر. . .) في كتاب الإيمان من طريق عطاء بن رباح، وقد جعل البخاري في هذا الأثر ترجمة لبعض أبواب صحيحه، فتح الباري (١/ ٨٣)، وتفسير ابن كثير (٢/ ٦٢).

<<  <   >  >>