للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إلا من المطاع الكبير، أو من رجل من أهل بيته (١).

والمقصود أن بهذا يتبين (٢) أن قدوم وفد عبد القيس كان قبل ذلك.

[[الكلام على حديث ضمام، الطريق الأولى]]

وأما حديث ضمام (٣) فرواه مسلم في صحيحه عن أنس بن مالك: نهينا أن نسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن شيء، فكان يعجبنا أن يجيء الرجل من أهل البادية العاقل يسأله ونحن نسمع، فجاء رجل من أهل البادية فقال: يا محمد أتانا رسولك فزعم أن الله أرسلك، قال: "صدق".

قال: فمن خلق السماء؟ قال: "الله".

قال: فمن خلق الأرض؟ قال: "الله".

قال: فمن نصب هذه الجبال وجعل فيها ما جعل؟ قال: "الله".

قال: فبالذي خلق السماء، وخلق الأرض، ونصب هذه الجبال آلله أرسلك؟ قال: "نعم".

قال: وزعم رسولك [أنك تزعم] (٤) أن علينا خمس صلوات في يومنا وليلتنا، قال: "صدق".


(١) روى الإمام أحمد برقم (٤) عن زيد بن يثيع عن أبي بكر لما قدم المدينة من تلك الحجة بكى، وقال: يا رسول الله حدث فىَّ شيء! ! قال ما حدت فيك إلا خير، ولكن أمرت أن لا يبلغه إلا أنا أو رجل من أهل بيتي. .، وقال محققه الشيخ أحمد شاكر رحمه الله: إسناده صحيح.
ونقل القاضي أبو بكر ابن العربي عن الشيخ أبي المظفر طاهر بن محمد شاه بور قوله: "وكانت سيرة العرب أنه لا يحل العقد إلا الذي عقده، أو رجل من أهل بيته، فأراد النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يقطع ألسنة العرب بالحجة، وأن يرسل ابن عمه الهاشمي من بيته بنقض العهد، حتى لا يبقى لهم متكلم، وهذا بديع في فنه" أحكام القرآن (٢/ ٤٥٤).
(٢) في (م) و (ط): "أن هذا يبين".
(٣) هو ضمام بن ثعلبة السعدي، من بني سعد بن بكر، قدم على النبي - صلى الله عليه وسلم - سنة خمس، وقيل: سنة تسع، ورجح الحافظ الثاني. الإصابة (٢١٠/ ٢).
(٤) ما بين المعكوفتين ليس في نسخة الأصل، وهو في (م) و (ط)، وموافق لروايات الحديث.

<<  <   >  >>