للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إن (١) كان قال ذلك لما رأي فيه من نوع معاشرة، ومودة للمنافقين.

ولهذا لم يكن المتهومون (٢) بالنفاق نوعًا واحدًا، بل فيهم المنافق المحض، وفيهم من فيه إيمان ونفاق، وفيهم من إيمانه غالب، وفيه شعبة من النفاق، وكان كثير ذنوبهم بحسب ظهور الإيمان، ولما قوي الإيمان. وظهور (٣) الإيمان وقوته عام تبوك، صاروا يتعاقبون (٤) من النفاق على ما لم يكونوا يتعاقبون (٥) عليه قبل ذلك.

[تسمية الحسن البصري للفاسق منافقًا]

ومن هذا الباب ما يروى عن الحسن البصري، ونحوه من السلف، أنهم يسمون (٦) الفساق منافقين، فجعل أهل المقالات هذا القول مخالفًا لأقوال (٧) الجمهور، إذ حكوا تنازع الفسق الملي، هل (٨) هو كافر؟ أو فاسق ليس معه إيمان؟ أو مؤمن كامل الإيمان؟ أو مؤمن بما معه من الإيمان، فاسق بما معه من الفسق؟ أو منافق؟ (٩) والحسن رحمة الله


= وجاء في بعض روايات مسلم الدخشن بالنون (١/ ٤٥٦)، ونقل الحافظ رحمه الله تعالى عن الطبراني عن أحمد بن صالح أن الصواب "الدخشم" بالميم وقال إنها رواية الطيالسي، الفتح (١/ ٥٢١)، وترجمه بهذا الاسم في الإصابة (٣/ ٣٤٣)، وقد ترجمه بذلك أبو عمرو ابن عبد البر (٣/ ٣٧٣) (على هامش الإصابة)، وقد ورد في اسمه "الدخيشن"، بالتصغير، والشك من الراوي كما قال الحافظ -رحمه الله-، الفتح (١/ ٥٢١)، وقد آثرنا أن نثبت ما ورد في نسخة الأصل و (م)، لأنه موافق لروايتي الصحيحين.
(١) في (ط): "وإن".
(٢) في (م) و (ط): "المتهمون"، وأصل التاء واو كما قال الجوهري في "مختار الصحاح" (٥/ ١٨٤٥)، ٢٠٥٤).
(٣) في (طا): "وظهر".
(٤) في (م): ويتعاتبون"، وفي (ط) "يعاتبون"، وفي (ص) (مختصر الكتاب): يتعاتبون"، والمعنى على جميع هذه الألفاظ واحد تقريبًا، وهو المعاتبة والعقاب على من أظهر شيئًا من خصال المنافقين، وذلك لظهور الإسلام، وتمكن المؤمنين، والله أعلم.
(٥) في (م): "يتعاتبون"، وفي (ط): "يعاتبون"، وفي (ص): "يتعاتبون".
(٦) في (م) و (ط): "سلموا".
(٧) كلمة "لأقوال" ليست في (ط).
(٨) كلمة "هل" ليست في (م).
(٩) ومن هؤلاء ابن الخياط المعتزلي، حيث ذكر ذلك في كتابه "الانتصار والرد على =

<<  <   >  >>