ويقول شيخ الإسلام في موضع آخر من مجموع الفتاوى (٣/ ٢٠٥) عن مذهب بعض هؤلاء الفلاسفة: "إن الحاكم مفعول ومصنوع لشيء يسميه العقل الأول، فجعله هو رب الكائنات" ومبدع الأرض والسماوات، ولكنه لازم للواجب بنفسه ومعلول له، وأنه يلزمه عقل ونفس وفلك، ثم يلزم ذلك العقل عقل ونفس وفلك، حتى ينتهي الأمر إلى العقل العاشر الذي أبدع بزعمه جميع ما تحت السماء. . . وهو الذي يفيض عنه العلم والنبوة والحكمة" ومعنى ذلك كما ذكر شيخ الإسلام في موضع آخر: أنهم يجعلون لله أندادًا، بل يتخذونها آلهة وأربابًا من دون الله عز وجل، ويجعلون هذه العقول هي المبدعة لما سواها. المصدر نفسه (٤/ ١٣٤)، ولمزيد من الاطلاع انظر: درء التعارض (٧/ ٣٦٨)، (٨/ ٢٦٧)، (٩/ ٣٣٩). (٢) هو أبو بكر محمد بن زكريا الرازي الطبيب الفيلسوف، من أئمة الأطباء، وكبار المصنفين في الطب، وذكر المصنف رحمه الله تعالى أنه مع إلحاده في الإلهيات والنبوات ونصرته القول بالقدماء الخمسة من أعلم الناس بالطب، حتى قيل له: جالينوس الإسلام"، له مؤلفات أعظمها كتابه في الطب "الحاوي"، ولد ونشأ في الري، واشتغل في صباه بالغناء والموسيقى، ثم أقبل على الطب والفلسفة، قال عنه الحافظ الذهبي: "بلغ الغاية في علوم الأوائل نسأل الله العافية" له من المصنفات غير ما ذكرنا "الطب الروحاني" و"إن للعبد خالقًا" و "المدخل إلى المنطق" و"هيئة العالم"، وقد تولى رئاسة الأطباء في البيمارستان (المستشفى) المقتدري ببغداد، ومات فيها سنة ٣١١ هـ، وقيل سنة ٣١٣ هـ، منهاج السنة النبوية (٢/ ٥٧٢)، سير أعلام النبلاء (١٤/ ٣٥٤)، العبر (٢/ ١٥٠)، عيون الأنباء في طبقات الأطباء (٤١٥)، الوافي بالوفيات (٣/ ٧٥).