للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١٤ - أن الإيمان المطلق هو الذي يتناول القول المطلق، والعمل المطلق، أي يتناول قول القلب واللسان، وعمل القلب والجوارح (١).

فهو يتناول فعل الواجبات، وترك المحرمات (٢).

وهو الذي يستحق به المؤمن الثواب بلا عقاب، والوعد بالجنة (٣)، وإذا أطلق فإنه يشمل الأعمال الظاهرة والباطنة (٤).

١٥ - أن الإيمان الواجب يختلف باختلاف حال نزول الوحي من السماء، وبحال المكلف في البلاغ وعدمه (٥).

١٦ - أن العمل الظاهر لا يكون مستلزمًا للإيمان، ولا لازمًا له، بل يوجد معه تارة، ومع نقيضه تارة، فالعمل الظاهر ليس مستلزمًا لإيمان الباطن، وذلك كما في أعمال المنافق، وعلى العكس من ذلك تمامًا، فإذا وجد الإيمان الباطن وجدت الأعمال الظاهرة بحسبه (٦).

١٧ - أن أصل الإيمان في القلب، والأعمال والأقوال الظاهرة من لوازمه التي لا تنفك عنه، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح: "ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب" (٧).

١٨ - أن اسم الإيمان يطلق تارة على ما في القلب من الأقوال القلبية والأعمال القلبية، وتكون الأعمال الظاهرة من لوازمها التي لا تنفك عنها، وتارة يطلق اسم الإيمان على ما في القلب والبدن جميعًا.

وسبب ذلك أن الاسم الواحد تختلف دلالته بالإفراد والاقتران، فإذا أفرد اسم الإيمان دخلت فيه الأعمال الظاهرة، أما إذا قرن بالإسلام أو بالعمل الصالح فإن الإيمان بطلق في تلك الحال على ما في القلب (٨).


(١) المصدر نفسه (٣٧٠).
(٢) الإيمان (٣٨).
(٣) شرح حديث جبريل (٤٠٦).
(٤) المصدر نفسه (٤٨١).
(٥) المصدر نفسه (٣٩٦)، الإيمان (١٥٦).
(٦) شرح حديث جبريل (٤٩٠).
(٧) المصدر السابق (٤٤٢)، الإيمان (١٤٩)، مجموع الفتاوى (٧/ ٦٤٤).
(٨) شرح حديث جبريل (٤٤٢).

<<  <   >  >>