للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

* وأما الثاني فهو أبو محمد شرف الدين عبد الله بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية (المولود سنة ٦٦٦ هـ) سمع خلقًا من العلماء، وتفقه في المذهب حتى برع، وبرع أيضًا في الفرائض والحساب وعلم الهيئة وفي الأصلين والعربية، وكان إمامًا في التاريخ، ودرَّس في دار الحنبلية مدة، وكان رحمه الله ذا زهد وتأله وخوف، وقد ناظر بعض خصوم الشيخ في مصر فأفحمهم وقطع حجتهم، وكان قوالًا بالحق أمَّارًا بالمعروف، وكان أخوه شيخ الإسلام يتأدب معه ويحترمه، توفي بدمشق (سنة ٧٢٧ هـ) (١).

* ومن آل تيمية المتأخرين ناصر الدين محمد بن عبد الله (ت سنة ٨٣٧ هـ) وقد كان تاجرًا عارفًا بالطب، وولي قضاء الإسكندرية مدة من الزمن (٢).

* وأما النساء من تلك الأسرة الماجدة، فقد مر من قبل أن والدة جد شيخ الإسلام الأعلى محمد بن الخضر كانت واعظة (٣)، ومن هذه الأسرة العالمة بدرة بنت الشيخ فخر الدين ابن تيمية، جدة شيخ الإسلام، وزوجة جده المجد، وهي ابنة عمه، وماتت قبله بيوم واحد (سنة ٦٥٢ هـ) وروت بالإجازة عن بعض المحدثين، وكانت تكنى أم البدر (٤).

ومنها كذلك عمة شيخ الإسلام ست الدار بنت عبد السلام ابن تيمية، وقد روى عنها شيخ الإسلام (٥).

ومنها بنت أخي شيخ الإسلام زينب بنت عبد الله بن عبد الحليم ابن تيمية الحنبلية، روت الحديث عن بعض أهل العلم، وحدَّثت، وأجازت الحافظ ابن حجر رحمه الله، وماتت سنة (٧٩٩ هـ).


(١) ذيل تاريخ الإسلام (٣٠٩)، العقود الدرية (٢٤١)، الذيل على طبقات الحنابلة (٢/ ٣٨٢)، شذرات الذهب (٨/ ١٣٦).
(٢) الضوء اللامع للسخاوي (٩/ ١٢٤)، شذرات الذهب (٩/ ٣٢٧).
(٣) ممن ذكر هذا العلامة ابن ناصر الدين عند ترجمته لشيخ الإسلام في كتابه "تراجم الأعيان المنظومين في بديعة الزمان" في الطبقة الحادية والعشرين.
(٤) الذيل على طبقات الحنابلة (٢٥٣)، شذرات الذهب (٧/ ٤٤٦).
(٥) تاريخ الإسلام للذهبي، نقلًا عن أعلام النساء لعمر رضا كحالة (٢/ ١٥٤).

<<  <   >  >>