ومن خلال ما سبق يتضح أنَّ هناك أربعة أسماء للكتاب، وهي:
الإيمان الأوسط، والإيمان الصغير، والإيمان، وشرح حديث جبريل - عليه السلام -، ولا يهم اختلاف هذه الأسماء، على أنَّ هناك تساؤلاً حولها -خاصة الاسم الرابع- وهل هي اسم للكتاب، أم هو وصف لكلام المصنف؟ .
فالكتاب لا شك أنه شرح مستفيض لحديث جبريل - عليه السلام -، ولكن الشك يقع في هذه التسميات، هل هي من وضع المصنف، أو من وضع أحد من تلاميذه أو النساخ؟ .
لكن بعد بحث وجدت شيخ الإسلام قد أشار إلى كتابه هذا في موضع آخر، حيث يقول:"وهذا التفصيل في الإيمان هو كذلك في لفظ البر والتقوى والمعرفة وفي الإثم والعدوان والمنكر، تختلف دلالتها في الإفراد والاقتران لمن تدبر القرآن، وقد بسط هذا بسطاً كبيراً في الكلام على الإيمان، وشرح حديث جبريل. . "(١).
ومن المعلوم أنَّ الكلام على اختلاف دلالات الألفاظ وسبب ذلك، وفائدته، قد أفاض شيخ الإسلام فيه في كل من "الإيمان الكبير" و"الإيمان الأوسط".
ثم عاد شيخ الإسلام ثانية، وأشار إلى حديث جبريل، حيت قال:"والمشهور عند أهل الحديث أنه لا يستثنى في الإسلام، وهو المشهور عن أحمد - رضي الله عنه -، وقد روي عنه فيه الاستثناء، كما قد بسط هذا في شرح حديث جبريل وغيره من نصوص الإيمان. . ".
ولكن ما ذكره شيخ الإسلام عن موضوع الاستثناء في الإسلام لم يرد مطلقاً في كتاب "الإيمان الأوسط" الذي هو بالفعل شرح لحديث جبريل - عليه السلام -، بل إنَّ شيخ الإسلام في كتاب "الإيمان الأوسط" لم يذكر الاستثناء في الإيمان -وهو أشهر من بحث الاستثناء في الإسلام- إلا لماماً.