ومعلوم إنَّ المصنف قد أبطل مذهب جهم في كتاب "الإيمان الأوسط" من وجوه كثيرة.
٤ - كلامه في مجموع الفتاوى (١٦/ ١٨) عن آية: {قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ. . .} ثم قوله: "وقد ذكرنا في غير موضع أنَّ هذه الآية في حق التائبين. . . " وقد تكلم عن تلك الآية في الإيمان الأوسط.
وقال أيضًا:"وقد ذكرنا في غير موضع أنَّ هذه كما ترد على الوعيدية من الخوارج والمعتزلة فهي ترد أيضًا على المرجئة الواقفة الذين يقولون. . ".
وقد ذكر قريباً من ذلك في كتاب "الإيمان الأوسط".
٥ - قول المؤلف في مجموع الفتاوى (٨/ ١٠) بعد أن تكلم عن مذهب الخوارج والمعتزلة في الإيمان: "ليس هذا موضعه، وقد بسطناه في مواضعه. . ".
ومعلوم أن المصنف قد تحدث عن مذهب كل من الخوارج والمعتزلة في كتاب "الإيمان الأوسط".
٦ - قوله في مجموع الفتاوى (١٢/ ٤٧٧): "ومنهم من يقول: ليس الإيمان في اللغة هو التصديق، بل هو الإقرار، وهو في الشرع الإقرار أيضاً، والإقرار يتناول القول والعمل، وليس هذا موضع بسط ذلك، فقد بسطته في غير هذا الموضع"، وقد بُسط ذلك بالدرجة الأولى في الإيمان الأوسط.
٧ - قوله في مجموع الفتاوى (٢٨/ ١٧٧) بعد أن ذكر كلام السلف في أنَّ الإيمان قول وعمل، أو قول وعمل ونية:"وهذا فيه رد على المرجئة الذين يجعلون مجرد القول كافياً، فأخبر أنه لا بد من قول وعمل. . كما قد بسطناه في غير هذا الموضع، وبينا أن مجرد تصديق القلب واللسان مع البغض والاستكبار لا يكون إيماناً -باتفاق المؤمنين- حتى يقترن بالتصديق عمل. ." ومعلوم أنَّ تلك القضية قد أفاض فيها في كتاب الإيمان الأوسط.