للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في النسخة المنسوبة إلى أبي الصلت الهروي (١) عن علي بن الرضا (٢)، وذلك من الموضوعات على النبي - صلى الله عليه وسلم - باتفاق أهل العلم


= ضعف العلماء هذه النسخة بسبب ما احتوته على جملة وافرة من الموضوعات والأكاذيب، قال المؤلف شيخ الإسلام رحمه الله تعالى في منهاج السنة (٤/ ٥٨): "هذا ولم يأخذ عنه -يعني علي الرضا- أحد من أهل السنة، ولا روي له حديث في الكتب الستة (ما عدا الحديث المشار إليه الذي حكم عليه المؤلف نفسه بالوضع الذي أخرجه ابن ماجه) وإنما يروي له أبو الصلت وأمثاله نسخاً عن آبائه، فيها من الأكاذيب ما قد نزه الله عنه الصادقين من غير أهل البيت، فكيف بالصادقين منهم". ويقول الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى في سير أعلام النبلاء (٩/ ٣٩٢): "وهو -أي علي الرضا- بريء من عهدة تلك النسخ الموضوعة عليه" وقال عنه أيضاً (٩/ ٣٨٨): "روى عنه ضعفاء أبو الصلت الهروي. . . ولا تكاد تصح الطرق إليه"، ونقل الحافظ عن ابن السمعاني قوله: "والخلل في رواياته -يعني علي الرضا- عن رواته، فإنه ما روى عنة إلا متروك" (التهذيب ٧/ ٣٤٠). وقال الحافظ العراقى في تخريج الإحياء (١/ ١٤٣): "حديث الإيمان يزيد وينقص أخرجه ابن عدي في الكامل وأبو الشيخ في كتاب الثواب من حديث أبي هريرة، وقال ابن عدى: باطل، فيه أحمد بن حرب الملحي يتعمد الكذب، وهو عند ابن ماجه موقوف على أبي هريرة وابن عباس وأبي الدرداء"، فهذه طريق رابعة ليس فيها أبو الصلت.
فتبين بهذا أن هذا الحديث موضوع على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
(١) هو عبد السلام بن صالح بن سليمان القرشي مولاهم، نعته الإمام الذهبي بشيخ الشيعة، خدم علي بن موسى الرضا، أعجب به المأمون لزهده وعبادته فأدناه وجعله من خاصته، وروى عن جماعة من الأئمة، منهم الفضيل بن عياض وابن المبارك ومالك بن أنس وهشيم وغيرهم، ضعفه أهل الحديث، وبالغ بعضهم في ذمه والطعن فيه، وانفرد يحيى بن معين بتوثيقه، وعلق الذهبي على ذلك بقوله: "جبلت القلوب على حب من أحسن إليها، وكان هذا -يعني أبا الصلت- باراً بيحيى، ونحن نسمع من يحيى دائمًا، ونحتج بقوله في الرجال، ما لم يتبرهن لنا وهن رجل انفرد بتقويته، أو قوة من وهاه" اتهمه العلماء بوضع بعض الأحاديث، ورواية المناكير، مات سنة ٢٣٦ هـ. الجرح والتعديل (٦/ ٤٨)، تاريخ بغداد (١١/ ٤٦) السير (١١/ ٤٤٦)، ميزان الاعتدال (٢/ ٦١٦)، البداية والنهاية (١٠/ ٣٢٩)، التهذيب (١١/ ٢٨٥)، النجوم الزاهرة (٢/ ٢٨٧).
(٢) هو أبو الحسن علي بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي بن الحسين الهاشمي العلوي الملقب بالرضا، أراد المأمون -وهو من عجيب ما اتفق- أن ينزل له عن الخلافة، فأبى عليه ذلك فجعله ولي العهد من بعده، =

<<  <   >  >>