للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذهب بعضه فيلزم إخراج [ذي] (١) الكبيرة من الإيمان، وهو قول المعتزلة والخوارج، لكن قد يكون له لوازم ودلائل، فيستدل بعدمه على عدمه.

وصار (٢) كل من الطائفتين بعد السلف والجماعة وأهل الحديث متناقضين، حيث قالوا: الإيمان قول وعمل، وقالوا: مع ذلك لا يزول بزوال بعض الأعمال, حتى أن ابن الخطيب (٣) وأمثاله، جعلوا الشافعي متناقضاً في ذلك، فإن الشافعي كان من أئمة السنة، وله في الرد على المرجئة كلام مشهور، وقد ذكر في كتاب الطهارة من الأم إجماع الصحابة والتابعين وتابعيهم على قول أهل السنة (٤) فلما (٥) صنف ابن الخطيب تصنيفاً فيه (٦)، وهو يقول في الإيمان بقول جهم والصالحي واستشكل قول


(١) ما بين المعكوفتين ليس في نسخة الأصل، وأضفناه من (م) و (ط).
(٢) في (ط): "وكان".
(٣) ابن الخطيب هو فخر الدين الرازي المتكلم المشهور محمد بن عمر بن الحسين القرشي البكري الطبرستاني، وصفه الذهبي بالعلامة الكبير الأصولي المفسر كبير الأذكياء والحكماء والمصنفين، وكان والده ضياء الدين خطيب الري، فلذا أطلق عليه ابن الخطيب، صنف مصنفات كثيرة، وانتشرت تواليفه في البلاد شرقاً وغرباً، يقول عنه الذهبي: "وقد بدت منه في تواليفه بلايا وعظائم وسحر وانحرافات عن السنة، والله يعفو عنه، فإنه توفي على طريقة حميدة، والله يتولى السرائر" من مؤلفاته: "مفاتيح الغيب" و"محصل أفكار المتقدمين والمتأخرين من العلماء والحكماء والمتكلمين" و"أساس التقديس" و"المحصول في علم الأصول" و"تهذيب الدلائل" و"النفس" و"النبوات" و"لباب الإشارات" و"مناقب الإمام الشافعى" و"شرح أسماء الله الحسنى" ومصنفات شتى، توفى بهراة سنة ٦٠٦ هـ.
الكامل في التاريخ (١٢/ ١٢٠)، وفيات الأعيان (٤/ ٢٤٨)، سير أعلام النبلاء (٢١/ ٥٠٠)، طبقات الشافعية للسبكي (٥/ ٣٣)، البداية والنهاية (١٣/ ٦٠)، لسان الميزان (٤/ ٤٢٦)، النجوم الزاهرة (٦/ ١٩٧).
(٤) الأم (١/ ٩٩)، وما قاله الشافعي ليس في كتاب الطهارة، وإنما هو في كتاب النية في الصلاة، وقد صحح ذلك المصنف في "الإيمان الكبير" (١٦٦).
(٥) في نسخة الأصل و (م): فقال فلما صنف، وهي ليست في (ط)، وهذه اللفظة توحي بأن هناك نقصاً في الكلام، ورأينا حذفها لأنه يمكن الاستغناء عنها، ولا معنى لورودها في هذا المقام.
(٦) هو "مناقب الشافعي"، ويقول الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى عن هذا الكتاب =

<<  <   >  >>