للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تصديق كله"، فالقلب يصدق ما جاءت به الرسل، واللسان مصدق (١) ما في القلب، والعمل يصدق القول، كما يقال: صدق قوله عمله (٢).

ومن قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "العينان تزنيان، وزناهما النظر، والأذنان تزنيان، وزناهما السمع، واليدان تزنيان، وزناهما البطش، والرجلان تزنيان، وزناهما المشي، والقلب يتمنى ويشتهي، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه" (٣).

والتصديق يستعمل في الخبر وفي الإرادة، يقال: فلان صادق العزم، وصادق المحبة، وحملوا حملة صادقة.

والسلف اشتد نكيرهم على المرجئة لما أخرجوا العمل من الإيمان، وقالوا: إن الإيمان يتماثل الناس فيه، ولا ريب أن قولهم: يتساوى (٤) إيمان الناس من أفحش الخطأ، بل لا يتساوى الناس لا (٥) في التصديق، ولا في الحب، ولا في الخشية، ولا في العلم، بل يتفاضلون من وجوه كثيرة.


= والنهاية (١٢/ ١٤٤)، واختصر ترجمته الحافظ ابن كثير جدًّا، النجوم الزاهرة (٥/ ١٢٧)، شذرات الذهب (٥/ ٣٤٩).
(١) في (م) و (ط): يصدق.
(٢) في (م): صدق قوله، وفي (ط): صدق عمله قوله.
(٣) رواه البخاري مختصرًا برقم (٦٦١٢) كتاب القدر باب {وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (٩٥)}، ولفظه: إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا، أدرك ذلك لا حالة، فزنا العين النظر، وزنا اللسان النطق، والنفس تمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلك ويكذبه، ورواه مسلم برقم (٢٦٥٧) ٤/ ٢٠٤٧ كتاب القدر باب قدر على ابن آدم حظه من الزنى وغيره، ولفظه: كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا، مدرك ذلك لا محالة، فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطا، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه، وأحمد برقم (٨٣٢١) بنحوه، وأبو داود بنحوه برقم (٢١٥١) كتاب النِّكَاح، والحاكم في المستدرك ٢/ ٤٧١، والبيهقي في سننه برقم (١٣٢٨٩) ٧/ ٨٩.
(٤) في (م) و (ط): "بتساوي".
(٥) كلمة "لا" ليست في (ط).

<<  <   >  >>