ورواه أيضًا من طريق يعيش بن هشام -كما أشار- عن مالك عن الزهري عن أنس - رضي الله عنه -، ومن طريق يعيش أيضًا عن مالك عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي - رضي الله عنه -، ورواه بمثله لكن عن جابر - رضي الله عنه -. ورواه الطبراني في المعجم الكبير (٨/ ١٢٦) بلفظ: (غبن المسترسل حرام). وقال الحافظ العراقى في تخريج كتاب الإحياء (٢/ ٩٠): (أخرجه الطبراني من حديث أبي أمامة بسند ضعيف، والبيهقي من حديث جابر بسند جيد. . .). فالحديث يدور على رجلين ضعيفين جدًّا، بل متروكين، هما موسى بن عمير القرشي، ويعيش بن هشام، فلا يصح البتة، وقد ضعفه الشيخ الألباني في ضعيف الجامع الصغير برقم (٣٩٠٨)، وقال عنه في سلسلته الضعيفة برقم (٦٦٨): باطل، وتعقب الحافظ العراقي في قوله: والبيهقي من حديث جابر بسند جيد. (١) قال ابن قدامة -رحمه الله- في المغني (٤/ ٩٣): (قال أحمد: المسترسل الَّذي لا يحسن يماكس، وفي لفظ: الَّذي لا يماكس). (٢) قول المصنف: وكيف يصح أن الدنيا ملعونة. . . يحمل على أحد معنيين: الأول: أن الأحاديث في هذا الباب لم تصح عنده، فالنفي هنا على حقيقته. والثاني: أن المقصود عنده هو نفي لعن الدنيا بإطلاق، ويؤيد هذا الاحتمال تفصيله بعد ذلك فيما يحمد ويذم منها. وقد جاءت عدة أحاديث بلفظ: (الدنيا ملعونة ملعون ما فيها، إلَّا ذكر الله وما والاه، أو عالمًا أو متعلمًا) وفي بعضها: (إلَّا ما ابتغي به وجه الله - عَزَّ وَجَلَّ -) وفي بعضها الآخر: (إلا ما كان منها لله - عَزَّ وَجَلَّ -) وورد: "إلا أمرًا بمعروف أو نهيًا عن منكر أو ذكر الله)، وقد روى الوجه الأول منه الترمذي برقم (٢٣٢٢) في كتاب الزهد، وقال: هذا حديث حسن غريب، وابن ماجة برقم (٤١١٢) كتاب الزهد، والدارمي =