قال عبد اللَّه: وجدت في كتاب أبي، حدثني أبو معاوية، حدثني رجل من أهل البصرة قال: كان للحسن بيت إذا فتح بابه فهو إذنه، فمن جاءه من أصحابه فرأى الباب مفتوحًا دخل، قال: فجاء رجل فرأى الباب مفتوحًا، فدخل، فنظر، فلم ير الحسن في البيت، قال: فنظر إلى سل تحت سريره، فجره إليه فإذا فيه طعام، فأقبل يأكل منه، قال: وأقبل الحسن من مخرج له، فلما رأى ما يصنع الرجل قام ينظر إليه، ثم جعلت عينه تدمع، وجعل يبكي، فقال له الرجل: ما يبكيك يا أبا سعيد؟ قال: ذكرتني أخلاق قوم مضوا.
"الزهد" ص ٣٧٩ - ٣٨٠
قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا أبو أسامة، حدثني بدر بن جليل الأسدي، حدثني إسماعيل بن سعيد، قال: دخلت على حَيَّةَ العرني، فقدّم إليّ دقة ورطبة -يعني: القداح- فقال: كُلْ، فلو كان في البيت شيء أطيب من هذا لأطعمتك، ثم قال: كان عليٌّ عليه السلام يقول: إذا دخل عليك أخوك المسلم فأطعمه من أطيب ما في بيتك، فإن كان صائمًا فارهنه.
"الزهد" ص ٤٦٧
قال ابن الجوزي: أخبرنا محمد بن ناصر، قال: أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، قال: أنا هلال بن محمد الحفار، قال: ثنا الخلدي، وأنبأنا هبة اللَّه بن أحمد الحريري، قال: نبأنا محمد بن علي بن الفتح، قال: قرئَ على أبي الحسن الدارقطني، حدثنا جعفر بن نصير، ثنا أبو الفضل بن العباس بن يوسف السائح، قال: حدثني عمي محمد بن إسماعيل بن العلاء، قال: حدثني أبي، قال: دعاني رزق اللَّه