إسحاق، عن عمرو بن حبشي قال: خطبنا الحسن بن علي عليهما السلام بعد قتل علي عليه السلام فقال: لقد فارقكم رجل أمين، ما سبقه الأولون بعلم، ولا أدركه الآخرون، إن كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ليبعثه ويعطيه الراية فلا ينصرف حتَّى يفتح له، وما ترك من صفراء ولا بيضاء إلَّا سبعمائة درهم من عطائه، كان يرصدها لخادم أهله.
قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا حجاج، حدثنا شريك، عن عاصم بن كليب، عن محمد بن كعب القرظي، عن علي عليه السلام قال: لقد رأيتني مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وإني لأربط الحجر على بطني من الجوع، وإن صدقتي اليوم لأربعون ألفا (١).
"الزهد" ص ١٦٦
٣٣٧ - ما جاء في زهد أبي عبيدة بن الجراح -رضي اللَّه عنه- وأخباره
قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا روح، حدثنا هشام بن أبي عبد اللَّه، عن قتادة، وقال أبو عبيدة: وددت أني كبش، فذبحني أهلي، فأكلوا لحمي، وحسوا مرقي.
قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن هشام، عن أبيه، قال: قدم عمر رحمة اللَّه عليه الشام فتلقاه عظماء أهل الأرض وأمراء الأجناد.
فقال عمر: أين أخي؟ قالوا: من؟ قال: أبو عبيدة. قالوا: أتاك الآن.
قال: فجاء على ناقة مخطومة بحبل فسلَّم عليه وسأله، ثم قال للناس: انصرفوا. فسار حتَّى أتى منزله فنزل عليه فلم ير في بيته إلَّا سيفه وترسه