يوسف، ويغتاظ له، قال: ويرفع صوته. فقال شعيب: ترفع صوتك!
فقال له يوسف: يا أبا صالح! إنه محمد بن إدريس إنه يدري من أين يأكل -قال أبو عبد اللَّه: كان محمد بن إدريس رجلًا من الثغر- قال شعيب: بأبي أنت وأمي نذرت إذا رأيتك أن أحدثك.
قال المروذي: سمعت أبا عبد اللَّه، وذكر محمد بن إدريس الذي كان بالثغر؛ فقال: كان ذلك أرجلهم، ذاك كان يأكل من الأسل -يعني: من نتفه.
ثم قال أبو عبد اللَّه: أبو يوسف الغسولي قد خلف ابن إدريس، يريد بذلك: الورع.
"الورع"(٣٠ - ٣١)
٤٤٥ - ما جاء في زهد محمد بن عبد اللَّه بن إدريس وأخباره
قال المروذي: سمعت أبا عبد اللَّه يقول: كان محمد بن عبد اللَّه بن إدريس يؤمُّنا، وكان منقبضًا، يصلي ثم يدخل. قلت له: أجيز ابن إدريس؟ فقال له: إما أن تختارني، وإما أن تختار المال. فرد المال. فقال: أما الذي كان؛ فإنه بعث إليه بمال يفرقه، فرده ولم يقبله.
قال المروذي: سمعت أبا عبد اللَّه يقول: كان محمد أفضل من أبيه؛ عبد اللَّه بن إدريس.
سمعت عبد الوهاب يقول: كان ابن إدريس يجري على ابنه محمد وعلى زوجته عشرة في كل شهر من قطيعة عمر بن الخطاب -رضي اللَّه عنه-.
قال المروذي: قال: وقدم من الحج وأصحاب الحديث عند أبيه، فقالوا له: الحديث، إن حدثتنا وإلا شكوناك إلى محمد! فقال: أنا أحدثكم، ولا تشكوني إليه.