فيها، فقال الناس: ما هذا إلا الطوفان إلَّا أنه ليس ماء، فبلغ معاذ بن جبل رحمه اللَّه، فقام خطيبا فقال: إنه قد بلغني ما تقولون، إنما هذِه رحمة من ربكم عَزَّ وَجَلَّ، ودعوة نبيكم -صلى اللَّه عليه وسلم-، وكفت الصالحين قبلكم، ولكن خافوا ما هو أشد من ذلك: أن يغدو الرجل منكم إلى منزله لا يدري أمؤمن هو أو منافق، وخافوا إمارة الصبيان.
"الزهد" ص ٢٢٨
[٣٤٤ - ما جاء في زهد عتبة بن غزوان]
قال عبد اللَّه: حدثنا أبي، حدثنا وكيع، حدثنا قرة بن خالد، عن حميد بن هلال العدوي، عن خالد بن عمير رجل منهم قال: سمعت عتبة بن غزوان يقول: لقد رأيتني سابع سبعة مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وما لنا طعام إلَّا ورق الحبلة، حتَّى قرحت أشداقنا.
"الزهد" ص ٤٠
٣٤٥ - ما جاء في زهد عمرو بن عتبة بن فرقد -رضي اللَّه عنه- وأخباره
قال عبد اللَّه: حدثنا أبي، حدثنا وهب بن جرير، حدثنا أبي، قال: سمعت الأعمش يحدث عن إبراهيم، عن علقمة، قال: خرجنا ومعنا مسروق وعمرو بن عتبة ومعضد غازين، فلما بلغنا ماء سيدان، وأميرنا عتبة بن فرقد، قال لنا ابنه عمرو بن عتبة: إنكم إن نزلتم عليه صنع لكم نُزُلَنا، ولعله أن يظلم فيه أحدا، ولكن إن شئتم قِلنا في ظل هذِه الشجرة، وأكلنا من كسرنا، ثم رجعنا. ففعلنا، فلما قدمنا الأرض قطع عمرو بن عتبة جبة بيضاء فلبسها فقال: واللَّه إن تحدر الدم على هذِه لحسن، فرُمِيَ، فرأيت الدم يتحادر على المكان الذي وضع يده عليه،