قال: قلت: الشهوات والشيطان، قال: لا واللَّه، ولكن عجلت لهم الدنيا، وأخرت الآخرة، ولو عاينوا ما عدلوا ولا ميلوا.
"الزهد" ص ٢٤٧
حدثنا عبد اللَّه، حدثني أبي، حدثنا عبد الرحمن، عن حماد بن سلمة، عن قتادة، عن أبي مجلز قال: قال أبو موسى رحمه اللَّه: إني لأغتسل في البيت المظلم فما أقيم صلبي آخذا ثوبي حياءً من ربي عَزَّ وَجَلَّ.
"الزهد" ص ٢٤٧
٣٥٦ - ما جاء في زهد محمد بن مسلمة -رضي اللَّه عنه-
قال صالح: أملى علي أبي، فقرأته عليه: قال: حدثنا إسماعيل قال: أخبرنا أبو حيان، عن عباية بن رفاعة بن رافع بن خديج قال: بلغ عمر أن سعدًا اتخذ بابًا، ثم انقطع الصويت، فبعث إلى محمد بن مسلمة، فأتاه، فقال: انطلق فحرق باب سعد الذي اتخذه، ثم خذه بيدك، فأخرجه إلى الناس، فقل: ههنا فاقعد للناس. فبعث غلامه به مكانه إلى أهله، فأمره أن يأتيه براحلتين وزاد من أهله، وانطلق يمشي قبل الكوفة، في طريق الكوفة، حتى أدركه غلامه بسويق وعجوة من عجوة المدينة، فسار حتَّى قدم جبانة الكوفة، فرأى نبطيًا يدخل الكوفة بقصب له على حمار له يبيعه، فابتاعه منه، واشترط عليه أن يلقيه عند باب الأمير، فجاء حتى ألقاه عند باب الأمير، وأورى زنده، فأتى سعد، فأخبر، فقيل له: إن رجلًا أسود، طويلًا، عظيمًا، بين إزار ورداء، عليه عمامة خرقانية على غير قلنسية. فقال: ذاك محمد بن مسلمة، دعوه حتَّى يبلغ حاجته، لا يعرض له إنسان بشيء، فحرق الباب حتَّى صار فحمًا، ثم خرج إليه