يقول: اللهم إن تعذبني فأنا أهل ذاك، وإن تغفر لي فأنت أهل ذاك.
قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثني محمد بن عبد الملك بن زنجويه، حدثنا عبد المتعال بن طالب، حدثنا عبد اللَّه بن وهب، عن يحيى بن أيوب، عن عبيد اللَّه بن زحر، عن سعيد بن مسعود قال: قيل للأحنف بن قيس -وكان سيد قومه: ألا نضرب عليك سرادقًا أبدًا؟ قال: ما سمعت بالسرادق إلا في النار، واللَّه لا يُضرَب على سرادق أبدًا، قال: فما كان بيته إلا خصًّا من قصب حتى لقي اللَّه عز وجل.
"الزهد" ص ٢٨٧
قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا هارون بن معروف، حدثنا ضمرة، عن ابن شوذب قال: قال الأحنف بن قيس: عرضت نفسي على القرآن فلم أجد نفسي بشيء أشبه مني بهذِه الآية {وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ}[التوبة: ١٠٢].
"الزهد" ص ٢٨٨
[٣٨١ - ما جاء في زهد صفوان بن محرز وأخباره]
قال عبد اللَّه: حدثنا أبي، حدثنا سيار، حدثنا جعفر، حدثنا ثابت قال: أخذ عبد اللَّه بن زياد ابن أخي صفوان بن محرز المازني، قال: فتحمل عليه الناس فلم يبق أحد إلا كلمه فيه، فلم ير لحاجته نجاحًا، قال: فبات ليلته في مصلاه وهو يصلي، فرقد في صلاته، فلما رقد أتاه آتٍ في منامه، فقال له: يا صفوان قُم فاطلب حاجتك من قبل وجهها. فقال: أفعل، فقام فتوضأ من الماء وصلى ودعا، قال: فنبه ابن زياد لحاجة صفوان، قال: فجاء الحرس والشرطة بالنيران، وفتحت أبواب السجون حتى استخرج ابن أخي صفوان، فجيء به إلى ابن زياد، فقال: أنت ابن أخي صفوان؟ قال: نعم. فأرسله،