قال عبد اللَّه: حدثنا أبي، حدثنا يزيد، أنبأنا هشام، عن الحسن قال: ما كان بقي من أيوب إلا عيناه وقلبه ولسانه؟ فكانت الدواب تختلف في جسده، قال: ومكث في الكناسة سبع سنين وأيامًا -أو قال: وأشهرًا، قال يزيد: أنا أشك.
قال عبد اللَّه: حدثنا أبي، حدثنا يزيد، أخبرنا جرير بن حازم قال: سمعت عبد اللَّه بن عبيد بن عمير يقول: كان لأيوب عليه السلام أخوان، فأتياه ذات يوم، فوجدا ريحا، فقالا: لو كان اللَّه عز وجل علم من أيوب خيرا ما بلغ به كل هذا. قال: فما سمع شيئا كان أشد عليه من ذلك، فقال: اللهم إن كنت تعلم أني لم أبت ليلة شبعان وأنا أعلم مكان جائع، فصدقني قال: فصدق وهما يسمعان، ثم قال: اللهم، إن كنت تعلم أني لم ألبس قميصا قط وأنا أعلم مكان عار فصدقني. قال: فصدق وهما يسمعان، قال: ثم خر ساجدا، ثم قال: اللهم لا أرفع رأسي حتى يكشف ما بي؛ فكشف اللَّه عز وجل ما به، وقال يزيد مرة أخرى: لو كان لأيوب عند اللَّه عز وجل خير ما بلغ به كل هذا.
"الزهد" ص ٥٤
قال عبد اللَّه: حدثنا أبي، حدثنا غوث بن جابر قال: سمعت
(١) رواه الدينوري في "المجالسة" ١/ ٣٧١ (٦٣) وابن عساكر في "تاريخ دمشق" ٦/ ١٨٣، وابن الجوزي في "التبصرة" ١/ ١٢١ من طريق أبي هلال وعزاه السيوطي في "الدر المنثور" ٤/ ٥٨٠ لعبد بن حميد.