قال المروذي: وسمعت أبا عبد اللَّه قال: وذكر له رجل ورع يوسف بن أسباط؛ أنه كان ينزل فيما أقطعوا بطرسوس، فلما تبايعوا اعتزل يوسف بن أسباط، وكره مبايعتهم، فاستحسن أبو عبد اللَّه فعل يوسف رحمه اللَّه، وكره أبو عبد اللَّه البيع، ولم ير بأسًا أن يستولي.
"الورع"(٢٥)
ونقل المروذي عنه: سمعت شعيب بن حرب يقول: وقيل له: يوسف بن أسباط من أين كان يأكل؟ فقال شعيب: البر عشرة أجزاء؛ تسعة في طلب الحلال، يوسف أحكم التسعة.
وسمع علي بن شعيب يقول: لما فارق شعيبٌ يوسف بن أسباط زوده طعامًا، فقال شعيبٌ لابنه: طعام يوسف بقوه لي، وكلوا أنتم طعامنا.
"الورع"(٢٨ - ٢٩)
[٤٤١ - ما جاء في زهد سفيان بن عينية وأخباره]
قال المروذي: قلت لأبي عبد اللَّه: تعرف سعيد بن عبد الغفار؟
قال: لم أره، وقد بلغني خبره.
قلت: حكى سعيد أن ابن عيينة أعطاه درهمين يشتري له من جدة سمكًا، فلقيه ابن أخي نافع بن محرز، أو غيره، فقال له: تعرف موضعًا أشتري لسفيان سمكًا بدرهمين؟ فقال له: يا أبا سعيد، وتحمل لسفيان بضاعة! ! فتبسم أبو عبد اللَّه، وقال: رحمه اللَّه.
قال أبو عبد اللَّه: اجتمعوا على سفيان، فقالوا له: لو أخبرتنا جمعنا لك. فقال لهم: وجدتم مقالًا فقولوا.