بعد ذلك بذلك الحائط، فقيل لأخيه: لو دخلت فنظرت ما بقي من عظام أخيك ولحمه، قال: لا، دعا أخي بدعاء فأستجيب له، فلست أعرض في شيء من ذلك.
"الزهد" ص ٢٥٦
[٤٣١ - ما جاء في زهد وهيب بن الورد وأخباره]
نقل المروذي عنه: قال: سمعت ابن المبارك يقول: ما جلست إلى أحد كان أنفع لي من مجالسة وهيب، وكان لا يأكل من الفواكه، وإذا انقضت السنة وذهبت الفواكه، يكشف عن بطنه، وينظر إليها ويقول: يا وهيب! ما أرى بك بأسًا، ما أرى تركك للفواكه ضرك شيئًا.
سمعت أبا عبد اللَّه يقول، وذكر وهيب بن الورد، فقال: قد كلمه ابن المبارك فيما يجيء من مصر، وإنما أراد ابن المبارك أن يسهل عليه، ولم يدر أنه يشدد عليه، وكان لا يأكل مما يجيء من مصر إلا الزيت.
قال: سمعت محمد بن حبيس -خادم وُهيب- يقول: كلم إبراهيم بن أدهم وهيبًا فيما يجيء من مصر. قال: فحال الناس بين إبراهيم وبين وهيب من أن يسمع كلامه، قال أبو بكر بن خلاد: فقيل لابن حبيس: لو سمع كلامه أيش ترى كان يصنع؟ قال: كان -واللَّه- لا يأكل إلا زبيب الطائف، يقتصر عليه حتى يلقى اللَّه عز وجل.
"الورع"(٣١٦ - ٣١٨)
[٤٣٢ - ما جاء في زهد مالك بن مغول وأخباره]
قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا عبد اللَّه بن إدريس قال: سمعت مالكًا -يعني: ابن مغول- قال: سئل مرة ما بقي من صلاتك؟ وكان قد كبر، قال: