قال إسحاق بن منصور: قُلْتُ: قوله: "لا يُؤم الرجل في أهله، ولا يُجلَس على تكرمته إلَّا بإذنه"(١).
قال: أرجو أنْ يكونَ الاستثناء على كله، وأما التكرمة فلا بأسَ إذا أذن له.
قال إسحاق: كما قال.
"مسائل الكوسج"(٢٤٤)
قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا أبو كامل، حدثنا حماد، عن شعيب، عن أبي العالية، قال: إذا دخلت على قوم فألقوا إليك فاجلس بحيث ألقي لك الوسادة، فإن القوم أعلم ببيتهم.
"الزهد" ص ٣٦٧
قال القاسم بن سلام: زرت أحمد بن حنبل، فلما دخلت عليه بيته، قام فاعتنقني وأجلسني في صدر مجلسه، فقلت: يا أبا عبد اللَّه، أليس يقال: صاحب البيت -أو المجلس- أحق بصدر بيته أو مجلسه؟
قال: نعم، يقعد ويُقعد من يريد.
قال: قلت في نفسي: خذ إليك أبا عبيد فائدة، ثم قلت: يا أبا عبد اللَّه، لو كنت آتيك على حق ما تستحق، لآتيتك كل يوم.
فقال: لا تقل ذلك، فإن لي إخوانًا، ما ألقاهم في كل سنة إلَّا مرة، أنا أوثق في مودتهم ممن ألقى كل يوم.
(١) رواه الإمام أحمد ٤/ ١١٨، ومسلم (٦٧٣) من حديث أبي مسعود الأنصاري.