[٤٤٦ - ما جاء في زهد مخة أخت بشر بن الحارث وأخبارها]
قال عبد اللَّه بن أحمد: كنت مع أبي في يوم من الأيام في المنزل، فدق داقٌّ الباب، قال أبي لي: اخرج فانظر من بالباب؟ قال: فخرجت فإذا امرأة قالت لي؟ استأذن لي على أبي عبد اللَّه.
قال: فاستأذنته؛ فقال: أدخلها.
قال: فدخلت، فسلمت عليه، وقالت له: يا أبا عبد اللَّه أنا امرأة أغزل بالليل في السراج، فربما طفئ السراج، فأغزل في القمر فعلي أن أبين غزل القمر من غزل السراج؟
قال: فقال لها: إن كان عندك بينهما فرق فعليك أن تبينى ذلك.
قال: قالت له: يا أبا عبد اللَّه أنين المريض شكوى؟
قال: أرجوا ألا يكون شكوى، ولكنه اشتكاء إلى اللَّه.
قال: فودعته وخرجت. قال: فقال لي: يا بني ما سمعت قط إنسانًا سأل عن مثل هذا؟ ! اتبع هذِه المرأة فانظر أين تدخل.
قال: فاتبعتها، فإذا قد دخلت إلى بيت بشر بن الحارث، وإذا هي أخته.
قال: فرجعت فقلت له؛ فقال: محال أن تكون مثل هذِه إلا أخت بشر.
"تاريخ بغداد" ١٤/ ٤٣٦ - ٤٣٧، "بحر الدم"(١٢٨٤).
وقال عبد اللَّه: جاءت مخة أخت بشر إلى أبي، فقالت له: إني امرأة رأس مالي دانقين، أشتري القطن، فأردنه، فأبيعه بنصف، فأتقوت بدانق من الجمعة إلى الجمعة، فمر ابن طاهر الطائف، ومعه مشعل، فوقف يكلم أصحاب المصالح، فاستغنمت ضوء المشعل، فغزلت طاقات، ثم غاب عني المشعل، فعلمت أن للَّه فيَّ مطالبة، فخلصني خلصك اللَّه.