فانكب عليه ابنه عبد اللَّه وقال: يا أبت، مالك تسترجع فقد أفزعتنا فهل رأيت شيئا؟ فقال: يا بني، استرجعت على نفسي أني لم أصب بمثلها قط.
"الزهد" ص ٣٤٦ - ٣٤٧
قال عبد اللَّه: حدثنا أبي، حدثنا سفيان، عن بعض البصريين، عن الحسن، أنهم مشوا خلفه فالتفت إليهم فقال: رحمكم اللَّه، ما ينبغي هذا من مؤمن ضعيف.
"الزهد" ص ٣٤٧
قال عبد اللَّه: حدثنا أبي، حدثنا أبو الأشهب قال: سمعت الحسن يدعو بهذا الدعاء: اللهم آت نفسي تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها.
"الزهد" ص ٣٤٩
[٤١٧ - ما جاء في زهد محمد بن سيرين وأخباره]
قال المروذي: ودفع إليّ أبو عبد اللَّه هذِه الأحاديث في الورع وغيرها، فقلت أرويها عنك؟ فأجازها.
حدثنا هشام بن حسان، عن العلاء بن زياد قال: كان يقول: لو كنت متمنيًا لتمنيت فقه الحسن، وورع ابن سيرين، وصواب مطرف، وصلاة مسلم بن يسار.
أبو هلال، عن بكر بن عبد اللَّه قال: من سره أن ينظر إلى أعلم رجل أدركناه في زمانه، فلينظر إلى الحسن، فما أدركنا أعلم منه، ومن سره أن ينظر إلى أروع رجل أدركناه في زمانه، فلينظر إلى ابن سيرين؛ فإنَّه ليدع بعض الحلال تأثمًا.
عن عاصم، عن مورق قال: ما رأيت رجلًا أفقه في ورعه، ولا أورع في فقهه من محمد.