فصعد النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- البصر فيَّ وصوب، فقال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "الْبِرُّ ما سَكَنَتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ، واطْمَأَنَّ إِلَيْهِ القَلْبُ، والْإِثْمُ ما لَمْ تَسْكُنْ إِلَيْهِ النَّفْسُ، ولَمْ يَطْمَئِنَّ إِلَيْهِ القَلْبُ، وإِنْ أَفْتاكَ المُفْتُونَ"(١).
"الورع"(١٥٧)
قال المروذي: وسألت أبا عبد اللَّه مرة أخرى: عن الشبهة؟
فقال: حتَّى تعرف الشبهة! ثم قال: قال عبد اللَّه: الإثم حواز القلوب.
"الورع"(١٧٤)
قال الفضل بن زياد: كتبت إلى أبي عبد اللَّه أسأله عن حديث النعمان ابن بشير: "من اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه" ما الشبهات؟
فأتاني الجواب: هي منزلة بين الحلال والحرام، إذا استبرأ لدينه لم يقع فيها.
"بدائع الفوائد" ٤/ ٦٠
[٢٦٧ - هل المكروهات تقع تحت حد الشبهات؟]
قال إسحاق بن منصور: سُئِلَ إسْحاقُ عن المكروهاتِ، من وقف عليها أَنَّها حرام؟ قال: ليسَ لما وصَفتَ حدّ يعرف ينتهى إليه لا يجاوزه، ولكن مَعْنى المكروهاتِ إلى التَّحريمِ أقربُ، وفيها قال ابن عمرَ -رضي اللَّه عنهما- وغيرُهُ:
(١) رواه الإمام أحمد ٤/ ١٩٤، والطبراني ٢٢/ ٢١٩ (٥٨٥) قال المنذري كما في "صحيح الترغيب والترهيب" (١٧٣٥): رواه الإمام أحمد بإسناد جيد. وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" ١/ ١٧٥ - ١٧٦ رواه الإمام أحمد والطبراني، وفي الصحيح طرف من أوله ورجاله ثقات. وصححه الألباني في "صحيح الترغيب والترهيب". قلت: وللحديث شاهد رواه مسلم (٢٥٥٣) من حديث النعمان بن سمعان الأنصاري أنه سأل رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عن البر والإثم، فقال -صلى اللَّه عليه وسلم-: "البر حسن الخلق والإثم ما حاك في صدرك، وكرهت أن يطلع عليه الناس".