قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا بهز بن أسد، حدثنا جعفر بن سليمان، حدثنا ثابت قال: مات عبد اللَّه بن مطرف، وكان قد زهد في الدنيا حتى استعمل، فخرج مطرف على قومه في ثياب حسنة وقد ادهن فغضبوا، قالوا: يموت عبد اللَّه ثم يخرج في ثياب مثل هذِه مدهنا! قال مطرف: فأستكين لها، وقد وعدني ربي تبارك وتعالى عليها ثلاث خصال كل خصلة منها أحب إليّ من الدنيا كلها، قال اللَّه عز وجل: {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (١٥٦) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} [البقرة: ١٥٦ - ١٥٧] فأستكين لها بعد هذا، قال ثابت: وقال مطرف: ما شيء أعطيته في الآخرة قدر كوز من ماء إلا وددت أنه أخذ مني في الدنيا.
"الزهد" ص ٣٠٠
[٢٣٤ - ٢ - عدم الشكوى]
قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا مؤمل، حدثنا سفيان، عن حبيب قال: مر رجل على يعقوب نبي اللَّه عليه السلام وقد سقط حاجباه على عينيه، وقد رفعهما بخرقة، فقال: يا نبي اللَّه، ما بلغ بك ما أرى؟ قال: طول الزمان، وكثرة الأحزان. فأوحى اللَّه إليه: يا يعقوب، تشكوني؟ ! قال: ربِّ، خطيئة فاغفرها.