قال عبد اللَّه: حدثنا أبي، حدثنا مؤمل، حدثنا سفيان -شيخ من قريش يقال له: الوليد بن المغيرة- قال: قال لي سعيد بن المسيب: عليك بالعزلة؛ فإنها عبادة، وعليك بالشواء الحرم -قال أبي: يعني: أطرافها- فإن كانت حسنة كانت في الحرم، وإن كانت سيئة كانت في الحل؛ فإنه بلغني أن أهل مكة أو ساكن مكة لن يهلكوا حتى يكون الحرم عندهم بمنزلة الحل.
"الزهد" ص ٤٩
[١٨٨ - ذكر من كره العزلة]
قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا إسماعيل، عن أيوب قال: نبئت أن مطرفًا كان يقول: لأنا أحوج إلى الجماعة من الأرملة، إني إذا كنت في الجماعة عرفت ذنبي.
"الزهد" ص ٣٠١
قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثني إبراهيم بن خالد، أخبرني عمر بن عبد الرحمن قال: ذكروا عند وهب عبادة بني إسرائيل وسياحتهم، قال: فقال وهب رحمه اللَّه: من خالط الناس فورع وصبر على أذاهم كان أفضل عندي.
"الزهد" ص ٤٤٥
قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا أبو المغيرة، حدثنا صفوان، حدثنا عبد الرحمن بن جبير بن نفير وغيره أن أبا مسلم الخولاني شكا إليه رجل ما يلقى من تأذيه بالناس، فقال أبو مسلم: إنك إن تناقد الناس ناقدوك، وإن تتركهم لا يتركوك، وإن تفر منهم يدركوك. قال: فما أصنع؟ قال: هم غرضك ليوم فقرك، وخذ شيئًا من لا شيء.