قال عبد اللَّه: حدثنا أبي، حدثنا معمر بن سليمان -وهو الرقي- حدثنا عبد اللَّه بن بشر أن علقمة بن قيس، والأسود بن يزيد حجا، فكان الأسود صاحب عبادة، فصام يوما فراح الناس بالهجير وقد تربد وجهه، فأتاه علقمة فضرب على فخذه فقال: ألا تتقي اللَّه يا أبا عمر في هذا الجسد، علام تعذب هذا الجسد؟ فقال الأسود: يا أبا شبل، الجد الجد.
قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا أبو أحمد، حدثنا حسن، عن علي بن مدرك قال: قال علقمة للأسود: لم تعذب هذا الجسد وهو يصوم؟ ! قال: الراحة أريد له.
قال عبد اللَّه: حدثنا أبي، حدثنا حجاج، وحدثنا محمد بن طلحة، عن عبد الرحمن بن ثردان أبي قيس الأودي قال: كان الأسود بن يزيد يجهد نفسه في الصوم والعبادة حتى يضمر جسده ويصفر، قال: وكان علقمة يقول: ويحك لم تعذب هذا الجسد؟ فيقول: إن الأمر جد، إن الأمر جد.
"الزهد" ص ٤١٧
[٣٨٤ - ما جاء في زهد يزيد بن شريك وأخباره]
قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه يزيد بن شريك أنه اشترى رقيقا بأربعة آلاف من البصرة فبنوا له داره، قال: ثم باعهم بربح أربعة آلاف. قال: فقلت له: يا أبت، لو عدت إلى البصرة فاشتريت مثل هؤلاء فربحت فيهم! قال: يا بني، لم تقول لي هذا؟ ! فواللَّه ما فرحت بها حين أصبتها، ولا حدثت نفسي أن أعود فأصيب مثلها.