محمد فقيل له ذلك، فقال: أنا محبوس في السجن. قالوا: فإنا قد استأذنا الأمير فأذن لك، قال: إن الأمير لم يحبسني، وإنما حبسني الذي له الحق علي. قال: فأتي الذي له الحق فأذن له، فخرج فغسله وكفنه بخمسة أثواب إحداهن العمامة، وطلاه بالمسك من قرنه إلى قدمه.
"الزهد" ص ٣٧٥
قال عبد اللَّه: حدثنا أبي، حدثنا مؤمل، حدثنا حماد، عن هشام قال: كان محمد إذا مشى لم يلتفت خلفه، قال هشام: فغدوتُ في عيد ليخرج فأتبعه فأنظر ما يصنع في طريقه وفي مصلاه، قال: فكأنه فطن فاحتبس عن الوقت الذي كان يخرج فيه. قال: واحتبست ليخرج، فلما أبطأت عليه خرج، قال: فلما مضى تبعته، قال: فالتفت فرآني، فقال: لو كنت لصا لكنت رجل سوء، إني لو علمت أن هذا يصلح لي ولك ما باليت.
"الزهد" ص ٣٧٦
[٤١٨ - ما جاء في زهد وهب بن منبة وأخباره]
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا إبراهيم بن خالد قال: حدثني عمي عمر بن عبيد، عن سماك بن الفضل قال: سمعت وهب بن منبه يقول: ما أحد من الناس تمنى في يوم أن خُلُقه لي بخُلُقي وأني لأتفقد أخلاقي، فما أجد منها شيئًا يعجبني.
"العلل" رواية عبد اللَّه (٢١١٣)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا عبد الرزاق، عن عمران وهو أبو الهذيل قال: سمعت وهبًا يقول: أصاب أيوب البلاء سبع سنين، ولبث يوسف في السجن سبع سنين وعذب بختنصر حول السباع سبع سنين.