فقال: طيب المسلمين تأخذينه أنت، فتتطيبين به! قالت: فانتزع الخمار من رأسها، وأخذ جزءًا من الماء، فجعل يصب الماء على الخمار، ثم يدلكه في التراب، ثم يشمه، ثم يصب عليه الماء، ثم يدلكه في التراب، ثم يشمه، ففعل ذلك ما شاء اللَّه.
فقالت العطارة: ثم أتيتها مرة أخرى، فلما وزنت لي علق بإصبعها منه شيء، فعمدت فأدخلت إصبعها في فيها، ثم مسحت بإصبعها التراب. قالت: فقلت: ما هكذا صنعت أول مرة! قالت: أو ما علمت ما لقيت منه، لقيت منه كذا! ! لقيت منه كذا! !
"الورع"(١٤٠ - ١٤٣)
قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم، حدثنا عبد العزيز -يعني: ابن أبي سلمة- حدثنا إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص قال: قدم على عمر مسك وعنبر من البحرين، فقال عمر: واللَّه، لوددت أني وجدت امرأة حسنة الوزن تزن لي هذا الطيب حتَّى أقسمه بين المسلمين. فقالت له امرأته عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل: أنا جيدة الوزن، فهلم أزن لك. قال: لا، قالت: لم؟ قال: إني أخشى أن تأخذيه فتجعليه هكذا -أدخل أصابعه في صدغيه- وتمسحين به عنقك فأصيب فضلا على المسلمين.
"الزهد" ص ١٤٨
[٢٧٢ - توبة من اختلط ماله بحرام]
قال المروذي: سألت أبا عبد اللَّه: عن الرجل يكون معه ثلاثة دراهم، منها درهم حرام لا يعرفه؟
قال: لا يأكل منه شيئًا حتَّى يعرفه، واحتج أبو عبد اللَّه بحديث عدي