قال عبد اللَّه: حدثنا أبي، حدثنا هاشم بن القاسم، حدثنا سليمان، عن حميد بن هلال، أو غيره أن أبا مسلم الخولاني مر بدجلة -وهي ترمى بالخشب من مدها- فمشى على الماء، ثم التفت إلى أصحابه فقال: هل تفقدون من متاعكم شيئًا فتدعوا اللَّه عز وجل.
"الزهد" ص ٤٥٨
قال عبد اللَّه: وجدت في كتاب أبي بخط يده: حُدثت عن محمد بن شعيب -يعني: ابن شابور، وعمرو بن واقد وغيرهما، عن بعض مشيخة أهل دمشق أن أبا مسلم الخولاني كان بأرض الروم، قال: فبعث الوالي سرية، ووقت لهم وقتًا، قال: فأبطئوا عن الوقت فأهم أبا مسلم إبطاؤهم، فبينا هو يتوضأ على شاطئ نهر وهو يحدث نفسه بأمرهم إذ وقع غراب على شجرة، فقال: يا أبا مسلم، أهممت بأمر السرية؟ فقال: أجل، فقال: لا تهتم؛ فإنهم قد غنموا وسلموا، وهم عندك في وقت كذا وكذا، فقال له أبو مسلم: من أنت يرحمك اللَّه؟ فقال: أنا أرتيائيل مفرح قلوب المؤمنين، قال: فجاء القوم في الوقت الذي ذكره على ما ذكره.
"الزهد" ص ٤٦٨
قال عبد اللَّه: وجدت في كتاب أبي بخط يده: حُدثت عن محمد بن شعيب، عن بعض مشيخة أهل دمشق قال: أقبلنا من أرض الروم قفالا، فلما أن خرجنا من حمص متوجهين إلى دمشق مررنا بالمعبر الذي يلي حمص منها على نحو من أربعة أميال في آخر الليل، فلما سمع الراهب الذي في الصومعة اطلع إلينا، فقال: ما أنتم يا قوم؟ فقلنا: أناس من أهل دمشق أقبلنا من أرض الروم. فقال: هل تعرفون أبا مسلم الخولاني؟ فقلنا: نعم. قال: فإذا رأيتموه فأقرئوه السلام، وأعلموه أنا نجده في