قال صالح: وقال أبي: جاء علي بن حسين وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام إلى باب طارق -والٍ كان بالمدينة- فوقفا بالباب، فسمعاه يقول: واللَّه لأضربن الذي فيه عينا سعيد بن المسيب. فأتياه، فقال علي بن حسين: إنا مررنا بباب طارق، فسمعناه يقول كذا وكذا. قال: فتقولا ماذا؟ قالا: تخرج من المدينة. فقال: أمن مدينة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- طائعًا غير مكره؟ ! قالا: فتختفي بالبيت. قال: والمنادي ينادي: حي على الصلاة، حي على الفلاح! قالا: فتتنحى عن الكوة التي يصلي إلى جنبها. فقال: واللَّه لا أحدث لما جئتماني له شيئًا.
قال أبي: صحت نيته فسلم.
قال أبي: وما قبل منهما.
"مسائل صالح"(١٣١٢)
قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا عبد الصمد، حدثنا سلام، حدثنا عمران أن سعيد بن المسيب لم تفته صلاة في جمع أربعين سنة، ولم ينظر في أقفيتهم، ولم يلقوه خارجين من المسجد.
"الزهد" ص ٤٥٨
قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا وكيع، حدثنا سفيان، عن أبي سهل -وهو عثمان بن حكيم- قال: سمعت سعيد بن المسيب يقول: ما أذن المؤذن منذ ثلاثين سنة إلا وأنا في المسجد.
قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا عفان، حدثنا سلام بن مسكين، حدثنا عمران بن عبد اللَّه بن طلحة قال: أرى نفس سعيد بن المسيب كانت أهون عليه في ذات اللَّه من نفس ذبابة.